بلعيد أولاد علي: الإعلام التونسي بقي مرتبطا بثقافة “البوز”

قال المختص في علم الاجتماع بلعيد أولاد عبد الله خلال حصوره اليوم الجمعة 19 نوفمبر 2021 في برنامج “ايكوماغ” إنّ التعريف العلمي للاقتصاد لا يمكن الحديث عنه إلا من طرف المختصين والخبراء، وتقوم معاملات التونسي مع الاقتصاد على المعاملات اليومية من خلال قدرته المعيشية وتوفير فرص العمل ونسب البطالة، أي أنّ الحديث عن الاقتصاد يختلف في الحديث عنه بين المواطن العادي والخبير.

وأفاد بلعيد أولاد علي أنّ التونسي لا يفهم ما يقصد بالتضخم أو الناتج الداخلي الخام، بل يفهمه من خلال عيشه اليومي، مفيداأنّ الأمية اليوم لم تعد تُقاس بالأباجيدية بل أصحبت تقاس بمدى معرفة الشعوب بأبسط المعلومات.

واعتبر الدكتور في علم الاجتماع أنّ دور الاعلام اليوم يتمثل في محو الأمية على مستوى المفاهيم الاقتصادية البحتة، مشيرا إلى أنّ عدد من الوزراء تشوبهم حالة من الغموص فيما يتعلق بالمفاهيم الاقتصادية.

وتابع بلعيد أولاد علي قائلا إنّه من الضروري أن يكون لرئيس الجمهورية مستشارين في المجال الاقتصادي ليتمكّن من استعمال مفاهيم صحيحة في خطاباته، معتبرا أنّ هذا اللبس في استعمال الأرقام من طرف الرئيس بامكانه أنّ يؤثر على مناخ الاستثمار.

وفي معرض حديثه عن التعاطي الاعلامي مع كل ماهو اقتصادي أوضح المختص في علم الاجتماع أنّ الاعلام بقي مرتبطا بثقافة “البوز”، وهذا ما لديه تداعيات كبيرة على المجتمع التونسي.

واعتبر ضيف البرنامج أنّ المجمتع الغربي في علاقة عملية مع الاقتصاد، أما في تونس بقيت ثقافة الاقتصاد محدودة، مبرزا أنّ البرامج التثقيفية الاقتصادية تعرف نقصا خاصة في وساءل الاعلام السمعية البصرية بل وقع التركيز على القضايا الاجتماعية.

من جانبها قالت الصحفية المختصة في الاقتصاد وفاء بن محمد إنّ المواطن التونسي في السنوات الأخيرة أصبح يهتم بالاقتصاد ويفهمه، وحسب سبر الأراء الأخير فإنّ التونسي يقوم بتقييم الوضع الاقتصادي، وأليات الاقتصاد تُمارس في أعملنا اليومية، معتبرة أنّ التونسي قريب من الشأن الاقتصادي أكثر من السياسي ويمكنه تغييره.

وتابعت وفاء بن محمد أنّ الاعلاميين  طالما طالبوا بتكثيف تكوين الصحفيين وصحافة الاختصاص، خاصة وأنّ الصحفيين يمثلون حلقة الوصل بين المسؤولين والمواطنين، مؤكّدة أنّ هناك جدلا كبيرا وتفاعلا مع المادة الاقتصادية المقدمة على عكس العشر سنوات الماضية.

واعتبرت الإعلامية المختصة في الشأن الاقتصادي بأنّ عزوف الأشخاص عن السياسة شجّعهم نحوالتوجه إلى الاقتصاد نظرا لارتباطه باليومي.

وأفادت وفاء بن محمد بأنّ وسائل الاعلام التونسية لم تول صحافة التخصص اهتماما ولم تفهم أنّ التخصص يعتبر لغة العالم، مشيرة هنا إلى دور الدولة والهياكل المختصة في الصحافة.