بن عبد الرحمان: “قيس سعيّد همّش جميع المنظمات الوطنية”

أفاد الناشط السياسي والوزير الأسبق فوزي بن عبد الرحمان، اليوم الخميس 31 أوت 2023، بأن “تونس تحظى بعديد المميزات الجغرافية والديمغرافية والثقافية، ولكن العقلية السائدة هي عقلية الغضب التي ينتج عنها هدم ما سبق بكل ايجابياته وسلبياته”.

وأضاف بن عبد الرحمان لدى حضوره في برنامج لـكسبراس، أن “الحالة التي نعيشها اليوم تكاد تكون حربا أهلية باردة”، معتبرا أنها “حرب الكل ضدّ الكل دون سلاح”، وأوضح أنها “حرب السلطة ضدّ الإدارة وضد القضاء، وحرب السلطة ضدّ المعارضة، وحرب المعارضة ضدّ المعارضة”.

“الهشاشة الاجتماعية تمس أكثر من 70% من الشعب التونسي”

كما أشار إلى “منسوب العنف غير المبرر خاصة على منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت تؤثر على صنع الرأي العام التونسي، وأضاف أنه لا وجود لعداوة في العمل السياسي، وإنما هناك خصوم سياسيين، لا يحاكم بعضهم بعضا إلا عبر أجهزة القضاء”.

وقال إن المواطن التونسي لا يشعر بأنه فاعل سياسي، حيث أن 63 بالمائة من التونسيين يعتقدون أن النظام السياسي الأفضل هو الحكم الفردي أو الرئاسي دون برلمان، وذلك بسبب الغضب المبرر من التجارب السابقة التي مرت بها البلاد.

وأشار إلى انتشار الشعور بالخوف لدى التونسيين والشعور باللامبالاة أيضا إضافة إلى شعور بالتفاؤل لدى فئة أخرى.

واعتبر أن الهشاشة الاجتماعية تمس أكثر من 70 بالمائة من الشعب التونسي، ولا يوجد أي دراسة تكشف عن كيفية توزيع الثروة في البلاد، وقال إن المشاكل العقارية والنفاذ إلى الملكية تمثل أحد الأسباب المعطلة لخلق الثروة.

“مستوى الدخل ضعيف وليست الأسعار هي العالية”

وشدد فوزي بن عبد الرحمان على أن “الحلول اليوم لا يمكن أن تكون إلا حلولا سياسية، في حين أن الرئيس قيس سعيّد لا يؤمن بالمؤسسات على غرار البرلمان والمحكمة الدستورية ولا يؤمن أيضا بالحوار”، وقال إن “قيس سعيّد همّش جميع المنظمات الوطنية”.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي قال إن “السلطة الحالية تعتقد خطأ أن المقدرة الشرائية مرتبطة فقط بالأسعار وتستدعي ضغطا على هذه الأسعار في حين أنه  لا يمكن الضغط على الأسعار التي تتحكم فيها السوق العالمية، كما أن تونس تعد واحدة من بين 10 مدن الأقل كلفة في العالم، وهو ما يحيل إلى أن مستوى الدخل ومستوى الأجور ضعيف وليست الأسعار هي العالية”.

وأشار فوزي بن عبد الرحمان إلى أن “الإدارة التونسية تمثل عائقا أمام خلق الثروة وتعرقل نشاط الشركات الناشئة التونسية التي تلاقي نجاحا كبيرا في الخارج”.

واعتبر ضيف برنامج لـكسبراس، أن التغيير لا يمكن أن يكون إلا من خلال رجة ذهنية وإيقاف العبث، ومحاسبة كل من أخطأ في حق البلاد عبر أجهزة القضاء العادل، الذي يقع توظيفه مرة أخرى لفائدة السلطة السياسية، حسب قوله.