Express Radio Le programme encours
واعتبر بن عبد الرحمان خلال استضافته في برنامج لكسبراس أنّ المذكرة تطرقت إلى هجرة الكفاءات التونسية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، معبرا عن ترحابه بذلك باعتبارها “حرية شخصية” وفق قوله.
وبيّن أنّ “أغلب المهاجرين التونسيين يغادرون الوطن ليس لأسباب مادية وإنما لأسباب أخرى منها الظروف الجيدة لدراسة أبنائهم وأفضلية مناخ العمل مقارنة بتونس” وفق تقديره.
واعتبر أنّ المذكرة لم تتضمن أشياء جديدة، مشيرا إلى الطلب الكبير على انتداب الأطباء والمهندسين والمختصين في المجالات التقنيات وتكنولجيات الاتصال والذكاء الاصطناعي التونسيين في أوروبا.
وأكّد “أن السلطة التونسية لم تناقش مسألة هجرة الكفاءات”، مبينا أنّ “تونس في حاجة لكفاءاتها في ظل النقص الكبير في الأطباء والمهندسين”.
“المشكل ليس في الأسعار وإنما مستوى الأجور الضعيفة”
وقال محدثنا إنّ “مشكل المقدرة الشرائية لا يتعلق بالأسعار وإنما بالأجور وهو ما لم تفهمه الحكومات وقيس سعيد إلى الآن” على حد قوله.
ولفت إلى أن “الأجور في تونس هي الأدنى بين بلدان البحر الأبيض المتوسط وهو ما لم يفهمه الاتحاد العام التونسي للشغل عند التفاوض” على حد قوله.
واعتبر أنّ “فريق التفاوض التونسي عمل بشكل جيد في نقطة واحدة هي الطاقات، في حين هناك غياب في بقية النقاط الأخرى”.
مشكل الأفارقة في تونس ..
وتحدث الوزير الأسبق عن عدد الأفارقة من جنوب الصحراء والذي قدّر عددهم بـ26 ألف منهم 6 آلاف من الطلبة و6 آلاف طالبي لجوء سياسي والبقية هم مهاجرون غير شرعيون، نافيا صحة أن يصل عددهم إلى المليون.
وطالب السلطة التونسية بضرورة تحديد أعدادهم بشكل رسمي ومعرفة كيفية دخولهم، قائلا “هناك تواطؤ مع السلطة الجزائرية الرسمية، وأساسا العسكرية والتي تسمح بمرور المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء” على حد قوله.
وأضاف “يجب غلق الحدود ومنع دخولهم، في المقابل يمكن السماح لهم بالخروج وهذا لا يدخل في إطار حماية الحدود التونسية”.
إشكاليات حصول التونسيين على التأشيرة
وشدد على أنه كان “يتعين النقاش لتحسين شروط التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالصعوبات الكبيرة لحصول التونسيين على تأشيرة السفر نحو أوروبا”.
وتابع قائلا “هناك عدم إحترام للتونسيين عند محاولة الحصول على “الفيزا”، متسائلا “لماذا لا يتم مناقشة ذلك وتسهيل مرور الطلبة!”.
وأضاف “يريدون أن تكون المذكرة بمثابة مثال يطبق مع بلدان أخرى، وهذه الوثيقة تمثل ضعفا فادحا وخطيرا في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي، وهي تعبير عن حسن نوايا فقط”.
وتحدث بن عبد الرحمان عن إمكانية تبادل الطلبة بين الجامعات ومؤسسات التكوين المهني التونسية مع نظيراتها في أوروبا، مضيفا “كان يمكن أن يقوم الجانب التونسي بشراكة بين القطاع العام والخاص في ميدان الصحة ووضع برنامج والحصول على تمويل من الاتحاد الأوروبي لتطوير المؤسسات الصحية التونسية وهذا غير موجود”.
“غياب طرف حقيقي للتفاوض”
وأكّد عدم وجود طرف حقيقي للتفاوض، قائلا “إعداد الوثيقة يفترض أن يكون هناك لقاءات بين الخبراء من الإدارة التونسية، ولا أثق شخصيا في الإدارة التونسية، والوثيقة سياسية في حين أن السياسي الوحيد هو قيس سعيد” وفق قوله.
واعتبر أن هناك “استهانة بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، على الرغم من صعوبة المفاوضين الأوروبيين” وفق تقديره.
ولفت إلى الموقع الجغرافي المتميز جدا لتونس، مشيرا في المقابل إلى عدم وجود “سياسيات عمومية تذهب في اتجاه الحصول على الأسواق الأوروبية، كما أنّ الوثيقة لم تحدد الأسواق التي ستتجه نحوها”.
وقال إن تونس قبلت بإرجاع التونسيين من إيطاليا، مشيرا إلى “الظروف الصعبة لإعادتهم والتي تصل إلى حد تخديرهم”، مضيفا “كان يجب أن يكون هناك سياسة في التفاوض وفرق تقنية كبيرة، ولكن الإدارة التونسية غير قادرة وليس لها إمكانيات للتفاوض” على حد قوله.
Written by: waed