بن مبروك: “نحن في تواصل غير مباشر مع رئيس الدولة .. وتونس انخرطت في البريكس”

قال محمود بن مبروك الأمين العام لحزب مسار 25 جويلية اليوم الجمعة 19 جانفي 2024، “بعد تواصل العمل طيلة 4 سنوات في إطار مشروع اخترنا التنظم ضمن حزب وفقا للقانون، تجنبا للانتقادات من الداخل والخارج”.

وأضاف بن مبروك لدى استضافته ببرنامج اكسبراسو قائلا “ارتأينا بعث حزب وفقا لمفهوم جديد وعقلية جديدة دون تمويلات عمومية أو مشبوهة أو أجنبية، وإنما بالاعتماد على هياكلنا، وقد توجهنا لرئاسة الحكومة وقمنا بجميع الإجراءات الضرورية والقانونية وتمت الموافقة على اسناد رخصة تأسيس حزب مسار 25 جويلية”.

كما أفاد محدثنا بأنه سيتم الشروع في توزيع الانخراطات لينطلق العمل الفعلي للحزب المساند لمسار 25 جويلية، كما انطلقت تسمية الدفعة الأولى من المنسقين الجهويين، مشيرا إلى أن للحزب رؤية سياسية اقتصادية واجتماعية.

المحاسبة

وقال بن مبروك “سنواصل دفع قطار المحاسبة والذي سيشمل جميع الإدارات وكل من أجرم في حق تونس، حيث أن الفساد استشرى في عديد الإدارات”، كما طالب بضرورة حماية المبلغين عن الفساد، ووجه اتهامات بالفساد للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وفق تقديره.

وأَضاف “من يعتقد أن المحاسبة ستشمل أشخاصا بعينهم فهو مخطئ، حيث أن المنظومة الحالية تريد البناء من جديد إثر الهدم أو الترميم” وفق قوله.

القيام بتعيينات

كما طالب بضرورة القيام بتعيينات خاصة في بع ض المناصب الحساسة والوزارات والولايات، وأبرز أن عدم تعيين بعض الوزراء أو المسؤولين مرده أزمة الثقة، حيث أن بعض التعيينات في السابق لم تكن في مستوى المسؤولية، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه تم أمس خلال الندوة الصحفية التي نظمها الحزب التطرق إلى مسألة الفساد في البنوك، معتبرا أن ”تعطل قانون الشيكات مرده وجود لوبي بنوك يحقق مرابيح كبرى من خلال النزاعات المتعلقة بالصكوك دون رصيد” وفق قوله.

ضغوطات أوروبية!

وأشار من جهة أخرى إلى أنه لم يتم توجيه دعوة للسفارات لحضور الندوة التي نظمها الحزب، مؤكدا في المقابل أن “حضور مستشار الشؤون السياسية للسفارة الفرنسية هو بسبب اهتمامه بالشأن السياسي”، مبينا أنه تمت بالمناسبة مطالبة الدولة الفرنسية بالاعتذار من الدولة التونسية في علاقة بالشهداء خلال فترة الاستعمار.

وتابع “هناك ضغوطات أوروبية تفرض تنفيذ مشاريع أوروبية، حيث يتعاملون بمنطق استعماري كما توجد تعليمات وإملاءات وتوجهات وفقا لسياساتهم وهو ما قطعنا معه في إطار مسار 25 جويلية”، معتبرا أن هناك نوعا من “انسداد الأفق مع الجانب الأوروبي بما في ذلك مسألة الحصول على التأشيرات”.

تونس انخرطت في “البريكس”

وشدّد أمين عام حزب مسار 25 جويلية على التوجه نحو الجانب الشرقي بالنسبة للشركاء الخارجيين لتونس، مع الحفاظ على الشركاء التقليديين، مؤكدا انخراط تونس في مجموعة “البريكس”، عن طريق انجاز المشاريع من قبل الصين.

وأردف قائلا “يمكن الانخراط ضمن البريكس دون أن تكون تونس من ضمن الدول الأعضاء، وهو ما حدث في الواقع خاصة في ظل زيارات وزير الخارجية الروسي ووزير الخارجية الصيني وأيضا رئيس مجلس النواب الكوري كما سيكون هناك زيارات أخرى بما في ذلك رؤساء هذه الدول في إطار الشراكة التونسية مع هذا الحلف”.

“تونس تتعافى .. ولن تتوجه لصندوق النقد”

واعتبر بن مبروك أن “تونس بصدد التعافي عبر سداد ديونها الخارجية”، مؤكدا أن البلاد “لن تتوجه لصندوق النقد الدولي الذي فرض إملاءات منها رفع الدعم ووقف الانتداب في الوظيفة العمومية والتفويت في المؤسسات العمومية وهو ما من شأنه أن يخلق أزمة اجتماعية”.

2027 موعدا للانتخابات الرئاسية 

وفي موضوع آخر أفاد محدثنا بأن الحزب لن يشارك في الانتخابات الرئاسية لسنة 2024، قائلا “لا نعترف بدستور 2014 بل بدستور 25 جويلية 2022، ومن غير الممكن تنظيم انتخابات بناء على دستور تم إلغاؤه”.

وأضاف “يجب أن تنظم الانتخابات الرئاسية في 2027 وفقا للدستور الحالي”، مبينا أن الحكم الفعلي لرئيس الجمهورية بدأ في 25 جويلية 2021، حيث تغير نظام الحكم من نظام برلماني إلى نظام رئاسي”.

ولفت إلى أن العلاقة برئيس الجمهورية علاقة غير مباشرة وهناك تواصل غير مباشر، مضيفا “رئيس الجمهورية يتفاعل مع مطالبنا في أغلب المواضيع .. ولكن لم يتم إلى الآن التطرق إلى إجراء الانتخابات الرئاسية وسنتقدم بطلب لرئيس الجمهورية في علاقة بهذا الإشكال القانوني”.

وتابع قائلا “في حال تم إجراء الانتخابات في 2024 وتقديم التبريرات المقنعة فبإمكان الحزب تغيير موقفه، كما أن القرار الأخير يعود لرئيس الجمهورية” على حد توصيفه.

الفسفاط

كما تحدث بن مبروك عن تكوين مكتب جهوي بقفصة ومكتب محلي بالرديف، “بما من شأنه أن يخلق حركية وانسجاما وتفاعلا”، وفق قوله.

وأشار إلى أنه تم القيام بزيارة ميدانية للرديف والتواصل مع المعتصمين بشركة فسفاط قفصة، حيث تم إمضاء وثيقة أفضت إلى فك الاعتصام وتم اقتراح هدنة لمدة سنة، “وهي خطوة إيجابية تحسب لمسار 25 جويلية”، وفق تأكيد بن مبروك الذي بيّن “أن إشكال الفسفاط سيحل هذه السنة ليدخل من جديد ضمن العجلة الاقتصادية”.

وأشار محدثنا إلى المطالبة بانشاء بنك البريد ليصبح قادرا على منح القروض.