بوزيان: “العفو الجبائي تحول من أداة إلى ثقافة .. وهو دلالة على ضعف الدولة”

قال أمين بوزيان المختص في الشأن الجبائي اليوم الإثنين 11 ديسمبر 2023، “إن تونس مرت بحالة إستثنائية على مستوى مسار الميزانية، حيث لم يكن هناك مصادقة من قبل مجلس نواب الشعب منذ 25 جويلية 2021، قبل العودة إلى المسار الطبيعي لهذه المسألة الإجرائية بالمصادقة على قانون المالية لسنة 2024″.

وأضاف بوزيان لدى استضافته في برنامج ايكوماغ “لم تقع مناقشة مشروع قانون المالية كما يجب، والنواب يفتقدون لعديد الإمكانيات، حيث كان يتعين عليهم توفير الوسائل اللازمة ليتمكنوا من القيام بدورهم التشريعي والرقابي، وهو أمر لم يحدث قبل 25 جويلية وبعدها”، مبينا أن “العمل البرلماني لا يمكن أن يكون في المستوى إن لم تكن هناك إحاطة لازمة للنواب، كما يفترض أن يتم توفير الوسائل من قبل دافعي الضرائب لممثلي الشعب أيضا”.

وتابع قائلا “قانون المالية محطة مهمة جدا .. وليس للبرلمان الصلاحيات اللازمة، إذ أن ما يميز السياق السياسي الحالي هو هيمنة زعامة رئيس الجمهورية قيس سعيد، وهو ما يضعف المؤسسة البرلمانية، وقد كان مشروع قانون المالية فرصة هامة لتقيم مدى ضعف البرلمان”.

كما اعتبر أن “مناقشة مشروع قانون المالية تضمن بعض النقاشات الحادة مع عدد من الوزراء، كما أن بعض النواب قدموا مقترحات جيدة وهامة، على الرغم من أن بعضها لم يتم تمريره، من ذلك مراجعة الجدول الضريبي بعنوان الضريبة على الدخل، ولكن في المقابل لمم تكن بعض المقترحات جيدة”.

وقال ضيف البرنامج “هناك مرور من اعتبار العفو الجبائي أداة يمكن أن تكون جيدة أو سيئة إلى ترسيخها كثقافة، حيث انتقل إلى المخيلة العامة وللنواب الذين اعتبروا أن الضغط الجبائي يعد مرتفعا خلال السنوات الأخيرة، وبالتالي لا بد من اعتماد عفو جبائي في إطار السياق الحالي”.

وأردف “لا أتفق مع ذلك، وهو إجراء لا يمكن من التعبئة، أو إنها ستكون تعبئة ضئيلة، والرسالة التي يبعثها العفو الجبائي هو ضعف الدولة، وعدم قدرتها على الرقابة، حيث أن الرقابة لا تشتغل بطريقة فعالة، ولا وجود لمناخ لعمل إدراة الجباية” وفق قوله.