الأخبار

“تونس تسعى لمراقبة حدودها ولكن الانفلات لن يتوقف”

today21/09/2023 138

Background
share close

أفاد حسان قصار المختص في علم الإجتماع اليوم الخميس 21 سبتمبر 2023، بأن تونس وقعت بين المطرقة والسندان فيما يتعلق بملف الهجرة، وبلادنا ليست إلا حلقة من الحلقات في مسار الهجرة، وأشار إلى أن التركيز الكبير على تونس وليبيا، مردّه أنهما يمثلان أكبر مسار متطور.

وأضاف حسان قصار لدى حضوره في برنامج ايكوماغ، أن المهاجرين الأفارقة في المغرب تمت محاصرتهم في إحدى الغابات ليواصلوا عيشهم على الأراضي المغربية مع العمل على منعهم من العبور نحو إسبانيا في اتفاق ضمني غير ملعن، إلا أن تونس لم تتجه إلى محاصرة المهاجرين الأفارقة.

وقال إن مئات الآلاف من الأفارقة من جنوب الصحراء كانوا يشتغلون في ليبيا، لكنهم أُجبروا على الرحيل بسبب الحرب والإشتباكات المسلحة، وأشارت تقارير إلى مرورهم عبر تونس.

“أوروبا هي السبب في ظاهرة الهجرة غير النظامية”

واعتبر أن “أوروبا هي السبب في ظاهرة الهجرة غير النظامية”، وأكد أن مسألة الهجرة تعد نقطة استراتيجية في العلاقات الدولية المستقبلية، فيما تم اعتبارها مسألة جزئية منذ سنوات لدى السلطات التونسية.

وأضاف أن “العنجهية الأوروبية منذ القرن 16 و17، تواصل التعامل إلى اليوم بنفس النهج وتعتبر أن أوروبا قوة، رغم التغيرات الطارئة في العالم”، كما أن أوروبا تتعامل في ملف الهجرة ككتلة واحدة، مقابل تعامل دول المغرب العربي بشكل منفرد سواء فيما يتعلق بالتفاوض أو توقيع الاتفاقية على علاقة بملف الهجرة، وهذا لا يمكن أن يؤدي إلا إلى خسائر، وفق تقديره.

واعتبر من جهة أخرى أن “القنبلة الديمغرافية لدول الجنوب هي ورقة ومعطى مهم في المفاوضات”، وقال إن هناك ضغطا مسلط على دول الجنوب، دفع بعضها إلى التصرف بشكل إجرامي مع المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

“اختراق داخلي في البلاد لتضخيم بعض الأحداث”

وأضاف بأن ما حصل مع بعض المهاجرين، في المنطقة الحدودية العازلة بالجنوب التونسي هذه الصائفة، هو مجرد حادثة لزيادة الضغط ودفع عدد منهم لطلب المغادرة الطوعية، وتحدث عن “وجود اختراق داخلي في البلاد لتضخيم بعض الأحداث” وفق قوله.

وقال إن الإشكال الرئيسي في الإدارة التونسية هي العملية الاتصالية التي تكون تبعاتها مهاجمة البلاد ثم إصدار بعض التوضيحات.

وأشار إلى أن “تونس تسعى بما توفر لديها لمراقبة حدودها ولكن الانفلات لن يتوقف حتى ولو وضعت أوروبا وحلف الأطلسي كل جيوشه على الحدود التونسية”.

“إيطاليا تعلم أنها ستتحمل تبعات العبور وهي حلقة في مسار الهجرة”

وأضاف أن إيطاليا تعلم بأنها ستتحمل تبعات العبور وهي تمثل حلقة في مسار الهجرة مثلها مثل تونس، ولذلك فهي مجبرة لإيجاد حل للتمويلات في حين أن ألمانيا تتمسك بعدم صرف المساعدات لتونس ولكنها ستعدل موقفها.

وقال ضيف برنامج إيكوماغ، إنه لا يجب أن نستغل مسألة الهجرة وتعقيداتها للمزايدات الداخلية، وتقييم تدخلات السلطات التونسية في ملف الهجرة من منطلق العنصرية.

وأضاف “أعتقد أن إيطاليا ستفرض إرادتها على أوروبا فيما يتعلق باتفاقية الهجرة مع تونس، وإلا فإن إيطاليا ستفتح حدودها على الجميع”.

 

 

Written by: Asma Mouaddeb



0%