إقتصاد

“تونس ضحية ابتزاز صندوق النقد”: فهل يكون “بريكس” بديلا؟

today11/04/2023 1279

Background
share close

أفاد أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية عبد الجليل البدوي اليوم الثلاثاء 11 أفريل 2023 بأن صندوق النقد الدولي يعتبر أحد مكونات الحزب أحادي القطب، وهو يمثل الغرب ويحافظ على مصالحه، في حين أن مجموعة بريكس تنادي بعالم متعدد الأقطاب وبالتالي فهي بديل عن من ينادي بعالم ذو القطب الواحد.

وأشار عبد الجليل البدوي لدى مداخلته في برنامج لـكسبراس، إلى أن “بريكس” يمكن أن يكون بديلا لأنه يعرض مشروعا جديدا يقوم على القطع مع الهيمنة التي تفرضها مؤسسات العالم ذو القطب الواحد، وذلك عبر التخلص من هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تعدد الأقطاب.

وقال إن مجموعة بريكس “تنتهج ممارسات جديدة في العلاقات الدولية وهي غير قائمة على المشروطية الطاغية الآن، وهي تنتهج سلوكيات عملية، وبراغماتية، على عكس المسائل العقائدية أو مسائل الحقوق والحريات التي يقع توظيفها لمواصلة فرض هيمنة العالم أحادي القطب”.

وأشار إلى أن هناك رغبة في توسيع البريكس وانضمام دول جديدة، ولكن لا يوجد حتى الآن مقاييس مضبوطة، لإقرار مبدأ الانضمام وقبول بلد دون آخر، وأضاف أن ما يجمع دول بريكس في الوقت الحاضر هو أنها دول صاعدة في الشأن التنموي وترغب في القطع مع الهيمنة وبناء عالم جديد متعدد الأقطاب، ولا تستعمل النظريات الدغمائية في العلاقات الدولية.

وأضاف أنه يمكن أن تكون هذه المقاييس التي يقع اعتمادها عند دراسة مطالب انضمام الددول إلى مجموعة بريكس، وأشار إلى أن “تونس مازالت تعد بلدا ناميا وليست بلدا صاعدا ولا تملك الوزن الذي سيمكن من مزيد تقوية وزن مجموعة بريكس التي تمثل 25 بالمائة من الناتج العالمي و42 بالمائة من سكان العالم”.

وكانت الخارجية الصينية قد أكدت أمس الاثنين 10 افريل 2023، أن بكين ستتمسك بروح الانفتاح والشمولية في دول “بريكس”، وستعزز التعاون مع الدول النامية، وذلك ردا على إمكانية انضمام تونس إلى المجموعة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية، وانغ ون بين، خلال مؤتمر صحافي، إن بلاده “ستواصل الحفاظ على روح الانفتاح والشمولية والتعاون متبادل المنفعة لبريكس، والعمل مع شركاء بريكس لتعزيز التعاون مع الأسواق الناشئة والدول النامية الأخرى، والمساهمة بشكل مشترك في توسيع عضوية “بريكس” من خلال مناقشات شاملة وتوافق في الآراء”.

وكان المتحدث باسم مسار 25 جويلية، محمود بن مبروك، قد صرح في وقت سابق بأن تونس تدرس الانضمام إلى مجموعة “بريكس” على خلفية تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

وأشار عبد الجليل البدوي لدى مداخلته في برنامج لـكسبراس، إلى أن مجموعة بريكس تعاني في المقابل من ضعف دورها على مستوى سلطة القرار، حيث لا تتمتع إلا بـ 15 بالمائة من حق التصويت في مؤسسات القرار.

وأضاف أن البريكس أظهر قدرته على التعبئة في الصراع بين الدول المساندة للحلف شمال الأطلسي والدول المساندة لروسيا.

“تونس ضحية ابتزاز صندوق النقد الدولي”

واعتبر ضيف برنامج لـكسبراس، أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية عبد الجليل البدوي، أن هناك ابتزازا من طرف صندوق النقد الدولي لتونس، واستغلال لذلك من طرف الاتحاد الأوروبي الذي يواصل الضغط على تونس لتمرير رؤيته في مسألة الهجرة ويشدد في المقابل على استعداده لدعم بلادنا في مفاوضاتها مع صندوق النقد، مضيفا “بالتالي فإن تونس ضحية هذا الابتزاز، ويجب أن تخلق منه فرصة، واستغلال المناورات والتناقضات المطروحة اليوم”.

ويشار إلى أن صندوق النقد الدولي سيحدد موعدا جديدا لدراسة ملف تونس من قبل مجلس إدارته وذلك بالتشاور مع السلطات التونسية، حسب ما صرحت به المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، وفاء عمر يوم الاثنين 10 أفريل 2023 بواشنطن.

وكان صندوق النقد الدولي قد حذف ملف تونس من رزنامة اجتماعات مجلس إدارته المبرمجة يوم 14 ديسمبر 2022 وهو ما أخر حصول تونس على تمويلات تحتاجها لتمويل الميزانية، رغم التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء، لاستفادة تونس من “تسهيل الصندوق الممدد” بقيمة 1.9 مليار دولار.

ماهي مجموعة بريكس؟

ويذكر أن مجموعة بريكس “BRICS” هي تحالف دولي يتألف من خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وتشترك هذه الدول في مجموعة بريكس بغرض التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي، وتعدّ مجموعة بريكس واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم، حيث تمثل حوالي 42 بالمائة من سكان العالم وتمثل نصف النمو الاقتصادي العالمي.

وتأسست مجموعة بريكس في عام 2009 وتعتبر تلك الدول أهم الدول الناشئة والاقتصادات الكبرى في العالم، وتسعى المجموعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين أعضائها ودعم تنمية اقتصاداتهم وتعزيز الحوار والتفاهم الدولي.

وحسب البيانات الأخيرة المتاحة، فإن حجم الناتج الداخلي الخام لمجموعة بريكس يمثل حوالي 21 بالمائة من الناتج الداخلي العالمي الإجمالي، حيث يقدّر الناتج الداخلي الخام لمجموعة بريكس تقريريًا في عام 2021 بحوالي 18.6 تريليون دولار أمريكي. أما بالنسبة للناتج الداخلي العالمي في عام 2021، فهو يقدر بحوالي 88.5 تريليون دولار أمريكي.

هل تقدمت دول بمطالب للانضمام إلى بريكس؟

لم تقدم حتى الآن دول أخرى مطالب رسمية للانضمام إلى مجموعة بريكس. ووفقًا للاتفاقية الأساسية لمجموعة بريكس، فإنه يمكن لدول أخرى أن تتطلع إلى الانضمام إلى المجموعة كدول شريكة. ومع ذلك، فإن عملية الانضمام تتبع إجراءات محددة تتطلب موافقة جميع الأعضاء الحاليين في مجموعة بريكس.

وتاريخيًا، أبدت بعض الدول اهتمامًا بالانضمام إلى مجموعة بريكس، مثل إندونيسيا وتركيا ومصر ونيجيريا وغيرها من الدول. وقد جرت بعض المشاورات والمحادثات مع هذه الدول، ولكن حتى الآن لم يتم قبول أي دولة جديدة كعضو في مجموعة بريكس.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد عبّر في أواخر جويلية الماضي عن طموح الجزائر في اللحاق بركب مجموعة “بريكس”، فيما رأى مراقبون بأن هذا الانضمام المهم والاستراتيجي للجزائر لا يجب أن يكون على حساب علاقاتها مع شركائها الغربيين.

هذا ويعتمد قرار قبول دول جديدة في مجموعة بريكس، على اتفاق الدول الأعضاء الحاليين ومراعاة المعايير والشروط المحددة في الاتفاقية الأساسية.

Written by: Asma Mouaddeb



0%