Express Radio Le programme encours
واعتبر المجلس القطاعي لجمعيّة القضاة التونسيين بمحكمة المحاسبات أنّ المرسوم عديم السند القانوني والدستوري وأنّ المجلس الأعلى للقضاء المحدث بالقانون الأساسي عدد 34 لسنة 2016 “هو الهيكل الدستوري والشرعي الوحيد الذي أنشأته سلطة تأسيسيّة ولا يمكن بالتالي المساس به”.
وقال جمعية القضاة في بيانها إن المرسوم الرئاسي عدد 11 “ألغى ضمانات استقلال السلطة القضائية المكفولة بالباب الخامس من الدستور وشكّل تراجعا كبيرا عن المعايير الدولية لاستقلالية الأجهزة العليا للرقابة ومن بينها محكمة المحاسبات والمتعلّقة بوجود إطار قانوني مناسب وفعّال لضمان استقلاليّة المحكمة وأعضائها عن السلطة التي يراقبون أعمالها ويزجرون الأخطاء الناجمة عن تصرفها لا سيما تكريس مبادئ إعلان ليما وإعلان مكسيكو لاستقلالية الأجهزة العليا للرقابة”.
وعبّر المجلس القطاعي لجمعيّة القضاة التونسيين بمحكمة المحاسبات عن رفضه “بشدّة ضرب الاستقلاليّة الهيكليّة والوظيفيّة للقضاء عبر إسناد سلطة مراجعة التعيينات والنقل والترقيات والتأديب للقضاة عن طريق الإعفاء والعزل إلى رئيس الجمهورية طبقا لإرادته المطلقة وضرب الضمانات الخاصّة بحماية القضاة من أيّ تدخّل يمكن أن تباشره السلطة التنفيذيّة في مواجهة أعمالهم خاصّة وأنّ قضاة محكمة المحاسبات يمارسون المهام القضائيّة والرقابية الموكولة للأجهزة العليا للرّقابة وفق ضمانات الدستور والقانون والمعايير الدولية كما يباشرون الرقابة على تمويل الحملات الانتخابيّة وعلى تمويلات الأحزاب بما يستوجب ضرورة توفير الضمانات الكاملة لاستقلاليتهم عن الجهات التي يراقبونها وعلى رأسها السلطة التنفيذية التي أصبحت تتحكم في مساراتهم المهنية”.
ونّبه المجلس القطاعي لجمعيّة القضاة التونسيين بمحكمة المحاسبات إلى “فداحة إقرار المرسوم سلطة التعهد بملفات قضاة محكمة المحاسبات لرئيس الحكومة الذي يتولون الرقابة على تصرّف حكومته والهيئات الراجعة إليه بالنظر، وذلك لإجراء الأبحاث اللازمة من قبله وإحالة تقرير على رئيس الجمهورية الذي له سلطة اتخاذ قرار إعفاء القضاة وإقرار المرسوم سلطة تعهيد المجلس المؤقت للقضاء المالي من قبل رئيس الحكومة بإجراء الأبحاث بخصوص الشكايات المتعلقة بالقضاة الماليين ممّا يشكّل ضربا مباشرا لاستقلاليّتهم ومخالفة صريحة للمعايير الدولية”.
كما أعلن “رفضه القطعي للمساس بحق القضاة في الإضراب والتنظم المكفول بباب الحقوق والحريات بالدستور وبالمعاهدات الدولية الضامنة لاستقلال القضاء ويعتبر هذا المنع ترهيبا وضغطا على القضاة في معركتهم الشرعية والمصيرية من أجل سلطة قضائية مستقلة”.
وعبّر المجلس عن “مساندته التامة لقضاة المحكمة الإدارية في دفاعهم عن حق كل القضاة من الأصناف الثلاثة المالي والعدلي والإداري في الإضراب والتنظم وفق البيان الصادر عن المجلس القطاعي لجمعيّة القضاة التونسيين بالمحكمة الإدارية واتحاد القضاة الإداريين بتاريخ 15 فيفري 2022”.
كما عبّر المجلس القطاعي لجمعيّة القضاة التونسيين بمحكمة المحاسبات عن “مساندته التامة للعريضة التي أمضاها قضاة محكمة المحاسبات المجتمعين يوم الثلاثاء 15 فيفري 2022 والرافضة للمرسوم عدد 11 لسنة 2022 ولتركيز المجلس المؤقت للقضاء المالي والمجلس الأعلى المؤقت للقضاء ودعا الأعضاء المعينين بالصفة بمجلس القضاء المالي المؤقت وهم: الرئيس الأول لمحكمة المحاسبات ووكيل الدولة العام لديها ووكيل الرئيس الأوّل ورئيس الدائرة الاستئنافية الأقدم في الخطّة، إلى رفض عضوية هيكل منصّب وفي حكم المعدوم وخاضع للسلطة التنفيذية وعدم الالتحاق به لغياب أية ضمانات للقضاة الماليين”.
وجدّد المجلس تمسّكه بضمانات استقلاليّة السلطة القضائيّة المنصوص عليها بالباب الخامس للدستور “والتي تكفل للقضاة ممارسة مهامهم في كنف الاستقلاليّة التامة عن بقية السلط”.
كما شدّد على الوظائف الدستوريّة لمحكمة المحاسبات التي تقوم بها كجزء من السلطة القضائيّة وكهيئة عليا للرّقابة وفقا لمتطلّبات المعايير الدّولية في إرساء مبادئ الشفافية والمساءلة والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد.
Written by: Asma Mouaddeb