Express Radio Le programme encours
مروى الدريدي-
الحلويات هي جزء من طقوس التونسيين في استقبال عيد الفطر المبارك، وتحضيرها تقليد توارثوه جيلا بعد جيل، فلا يكاد يخلو منها بيت أو يغيب عن مائدة.
ورغم ارتفاع تكاليف تحضيرها وغلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسية فضلا عن ضعف المقدرة الشرائية، ظل التونسيون محافظين على هذه العادة وإن غاب منها الكثير فقد حضر القليل.
تحسّر على أجواء العيد
“يا حسرة على عيد قبل”، هكذا انطلقت المواطنة “جليلة النفزي” البالغة من العمر 60 عاما في الحديث لـ”اكسبراس أف أم”، حيث قالت إنها كانت تعدّ أنواعا مختلفة من حلويات العيد مثل “غريّبة الحمص والدرع والفارينة” بالاضافة إلى “البشكوتو” و”الصمصة” و”اليويو” و”المقروض”، وكان تحضير الحلويات مناسبة يلتقي فيها أفراد العائلة والأقارب ويتعاونون جميعا في أجواء رمضانية مبهجة.
فمع غلاء الأسعار وعدم توفر المواد الأساسية لتحضير الحلويات بالقدر الكافي كالسكّر والفارينة تقول “جليلة”، إنها اكتفت فقط بتحضير “المقروض” وشراء “البشكوتو”، وتخلت عن تحضير بقية الأنواع.
أمّا “عبير الشابي”، فهي شابة في السابعة والعشرين من العمر لجأت هي ووالدتها إلى شراء كميات قليلة من الحلويات بدلا من تحضيرها في المنزل مثما جرت عليه العادة.
تقول عبير لـ”اكسبراس أف أم” إنها اشتاقت إلى رائحة الحلويات التي تفوح عند تحضيرها في المنزل، فقد أجبرهم غلاء الأسعار وفقدان المواد الأساسيّة على شراء حلويات العيد وتحرص دائما على شرائه من أشخاص تعرفهم حتى تتجنب الغش وقلة النظافة.
المواطن بين الغلاء والإقبال
غلاء الأسعار أيضا معظلة تحدث عنها “محمد علي” وهو أب لطفلين، حيث قال إن المواطن واقع بين نارين، نار غلاء الأسعار إذا ما أراد شراء الحلويات ونار غياب المواد الأولية إذا أراد تحضيرها في المنزل، مشيرا إلى أنهم قاموا بتحضير كميات قليلة من الحلويات قد لا تكفيهم الأربعة أيام الأولى للعيد وذلك من أجل الأطفال فقط.
وعبر “محمد علي” عن تشاؤمه من وضع البلاد، قائلا: ” كل مناسبة في تونس هي معاناة للمواطن”.
في مقابل ذلك أجمع عدد ممّن إلتقتهم “اسكبراس أف أم” على أنه رغم غلاء الأسعار فإن حلويات العيد عادة لا يمكن التخلي عنها مطلقا وهناك أنواع يتم تحضيرها في المنزل كـ”البشكوطو” و”المقروض” و”الزوزة” وأنواع أخرى يتم شراؤها على غرار “البقلاوة” و”كعك الورقة”..
100 غرام من الحلويات؟!
منى اليعقوبي امرأة في الخامسة والأربعين من العمر، تعمل منذ 27 سنة في مصنع حلويات، وهو مختص في صناعة “الحلو العربي” مثل “كعك الورقة” و”البقلاوة” و”تواجن اللوز” و “كعابر قرطاج” و “كعك العنبر” و”بقلاوة الباي” والبجاويّة” والصمصة”…، أكّدت لـ”اكسبراس أف أم” أن غلاء أسعار المواد الأولية في صناعة الحلويات أضرّ بعملهم كثيرا ولم تعد هناك مردودية في الانتاج كالسابق وهو ما جعل صاحب المصنع يقرّر الغلق في عديد المرات.
وبينت “منى اليعقوبي” أن مادة “الزبدة” وهي مادّة أساسية في عملهم تضاعف سعرها قرابة خمس مرات في ثلاث سنوات فقد كان سعرها لا يتجاوز 33 دينارا للكلغ وحاليّا أصبح سعرها 150 دينارا، مضيفة أن الفواكه الجافة بدورها شهدت ارتفاعا جنونيّا في الأسعار مثل “البوفريوة” التي بلغ سعر الكلغ 70 دينارا، أمّا “الفستق” فقد بلغ سعره 120 دينار للكلغ الواحد و”اللوز” 65 دينارا.
وتابعت بأن أسعار الزيت والسكر بدورها ارتفعت على اعتبار أنه يمنع عنهم استعمال المواد الأساسية المدعمة، مبينة أن كل هذه العوامل مجتمعة أدّت إلى تراجع الانتاج والمبيعات ونقص الحرفاء عاما بعد عام
ولفتت إلى أن مصنعهم كان يعمل ليلا ونهارا طيلة شهر رمضان أمام الإقبال المكثف على شراء الحلويات لسهرات رمضان ولعيد الفطر، كما كان يشغل أكثر من 20 عاملة بين قارات وموسميّات أمّا اليوم فهو يشغل فقط 7 عاملات.
وأبرزت أن مبيعات حلويات العيد كانت كبيرة واليوم هناك من الحرفاء من يشتري 100 غرام من الحلويات أو من كل نوع قطعة، واصفة هذا الوضع بالغريب ولم تشهد مثله طيلة 27 سنة.
الترفيع في أسعار الحلويات بنسبة قليلة
من جانبها وصفت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة المرطبات، سامية ذياب، إقبال العائلات التونسية على شراء المرطبات، بالمرضي، في كقابل ذلك بينت أن هناك تراجعا في اقتناء الحلويات تراوح بين 10% و15%، نظرا لتدهور المقدرة الشرائية للمواطن وفق قولها.
وصرحت لاكسبراس أف أم، أنه في إطار التضامن مع المواطن، وقع الترفيع بنسبة قليلة في أسعار المرطبات، مبيّنة أن هذه النسبة تتراوح ما بين 5% و7% مقارنة بالسنة الفارطة.
وأشارت، ضيفة البرنامج، إلى الإرتفاع “المشط” لأسعار المواد الأولية وللفواكه الجافة إضافة إلى الزيادة في الضريبة بنسبة 5 بالمائة لمهنيي القطاع، إلا أن الغرفة حاولت المحافظة على أسعار المرطبات مقارنة بالسنة الفارطة.
وثمنت رئيسة الغرفة الوطنية لصناعة المرطبات، سامية ذياب، القضاء على الفضاءات العشوائية لصناعة الحلويات من قبل وزاراتي التجارة والصحة.
الأسعار
أمّا بالنسبة للأسعار فقد أفاد رئيس منظمة إرشاد المستهلك، أنها نفس أسعار السنة الفارطة تقريبا، ويتراوح ثمن حلويات عيد الفطر الجاهزة كما يلي:
كلغ كعك الورقة بين 35 و42 دينارًا
كلغ البقلاوة بين 60 و75 دينارًا
كلغ كعابر لوز من 50 إلى 60 دينارًا
كلغ الغريّبة من 20 إلى 30 دينارًا
المقروض من 9 إلى 18 دينارًا
Written by: Marwa Dridi