الأخبار

“داعش” يمثل تهديدا حقيقيا للبحارة في قرقنة

today08/11/2021 77

Background
share close

أكدت الدكتورة الباحثة في جامعة تونس المنار آمنة بن كحلة في تصريح لاكسبراس أف أم أن عملية تخليص شباك صغار البحارة في قرقنة من ولاية صفاقس من الكائن البحري “داعش” عملية معقدة وصعبة للغاية خاصة وأنه يتسبب في أضرار على مستوى معدات الصيد البحري التي تشهد ارتفاعا في اسعارها.

وكشفت الدكتورة الباحثة أن بعض الشهادات من صغار البحارة في قرقنة وجرجيس بينت أن “داعش” يتم انتقاؤه بطريقة محددة من قبل التجار ولايُقبل الا سليما وذي حجم كبير وبالتالي فإن الكمية التي يتم اصطيادها لا يتم بيعها كاملة بل جزء صغير منها, إضافة الى انخفاض سعره على مستوى البيع والشراء وبالتالي فهو يمثل خسارة للبحارة بالنظر إلى صعوبة الحصول عليه مقابل عدم ربحيته. وأشارت آمنة بن كحلة إلى أن عملية الصيد العشوائي وانخفاض كميات الكائنات البحرية أصبحت تمثل إشكالا حقيقيا يواجه البحارة بما يجعلهم غير قادرين على اقتناء معدات جديدة.

وفي معرض حديثها عن الدراسة التي قامت بها حول وضعية البحارة الصغار في كل من قرقنة من ولاية صفاقس وطبلبة من ولاية المنستير وجرجيس من ولاية مدنين , أوضحت آمنة بن كحلة أنها قامت بتتبع عملية بيع منتوج “الشوابي” حيث يقوم البحار ببيع الكلغ الواحد للوسيط اي “الڨشار” مابين 12 و14 دينارا إلى أن يصل إلى سوق الجملة بصفاقس أين يتم بيعه ب مابين 21 و22 دينارا وهو مايكشف الفرق في السعر مابين البيع والشراء وكل ذلك على حساب البحار وفق قولها.

أما فيما يتعلق بميناء الصيد البحري بطبلبة فقد اعتبرت آمنة بن كحلة أن البنية التحتية تحتاج إلى تأهيل على جميع المستويات كاشفة أن هناك إشكالا فيما يتعلق بتأمين حواشي الميناء وهو ما يؤدي الى سرقة معدات البحارة وكذلك المراكب التي يتم استعمالها لاحقا في عمليات الهجرة غير النظامية وهي معظلة تم رصدها في مختلف المناطق التي شملتها الدراسة. وفي جرجيس سلطت الدراسة الضوء على التجهيزات والمعدات التي تعد غير ملائمة للدخول في منافسة مع الجانب الأوروبي خاصة وأن الدراسة تم إعدادها في إطار الاستعداد لاتفاقية الاليكا.

وحسب آمنة بن كحلة فإن أغلب البحارة الذين تم استجوابهم لايعرفون ما معنى اتفاقية التبادل الحر المعمق والشامل مع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهم غير مستعدين للدخول مع أطراف أخرى مهيكلة تعتمد التطور العلمي والتكنولوجي في نشاطها.

ووجهت الدكتورة الباحثة رسالة إلى وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري طالبت فيها بمزيد تشريك البحارة وخاصة صغار البحارة,مشددة على دور المرأة العاملة في هذا القطاع وفي ضمان ديمومته واستمراريته وذلك من أجل بلورة مشروع كامل وشامل ومعمق لتأهيل الصيد البحري حتى يصبح قادرا على منافسة الشركاء في التكتل الأوروبي.

كما دعت آمنة بن كحلة إلى تشريك فعلي للطلبة الباحثين والدكاترة الباحثين في هذا السياق من خلال الأخذ بعين الاعتبار لمشاركاتهم ودراساتهم لصياغة سياسة عامة في إطار تأهيل شامل للقطاعات الحيوية قبل الدخول في أي نوع من الاتفاقيات.

 

صفية المحرر

Written by: Zaineb Basti



0%