الأخبار

دراسة: النساء “البرباشة” أكثر الفئات تهميشا وهشاشة وعرضة لظروف عمل قاسية

today28/07/2024 90

Background
share close

كشفت دراسة حول “الإقتصاد الدائري: رسكلة النفايات البلاستكية بمنطقة طينة (صفاقس)”، أن فئة جامعي النفايات التي يطلق عليها بالعامية “البرباشة”، تعد الأكثر تهميشا وتضررا من الأزمة الإقتصادية التي تمر بها البلاد، لا سيما في صفوف النساء العاملات في هذا المجال، حيث غالبا ما يكون مدخولهن أقل من الرجال.

وبينت الدراسة التي نشرها المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية، وأعدتها الاستاذة بجامعة صفاقس مهدية سوداني، أن النساء العاملات يتحملن أغلب الأنشطة الشاقة المتصلة بتجميع النفايات البلاستيكية ورسكلتها، لتظاف الى محيطهن العائلي الهش والدقيق، إذ من الصعب، ان يتجاوز جامعو النفايات أو “البرباشة” وخاصة منهم النساء، وضعية الخصاصة التي يعانون منها.

كما أفادت الدراسة، بأنه توجد أسفل السلم الإجتماعي للبرباشة، النساء الاتي يحملن أكياسا كبيرة من النفايات على ظهورهن، تصل حمولتها القصوى 10 كليوغرامات، وهو ما يمثل ثلث وأحيانا ربع الكمية التي يجمعها الرجال عندما يستخدمون وسائل نقل”.

النساء عرضة لجني مال أقل من الرجال

ولاحظت معدة الدراسة، أنه نظرا لضغوطات إلتزاماتهن المنزلية، فإن النساء يعملن عدد ساعات أقل من الرجال في جمع النفايات البلاستيكية، وبالتالي فهن معرضات لجني مال أقل منهم عند بيعها، فهن يكسبن بين 10 و 25 دينارا في اليوم، في حين يمكن للرجال كسب مبالغ تتراوح بين 40 و 70 دينارا يوميا.

كما كشفت الدراسة، ان امتلاك وسيلة لنقل النفايات البلاستيكية ، يعكس عدم مساواة على مستوى النوع الاجتماعي وعلى المستوى الاقتصادي، باعتبار أن من يحقق رأسمال يخول له اقتناء وسيلة نقل، يحصل على دخل أعلى، وهو ما يفسر سبب جني النساء لمال أقل.”

وبينت الاستاذة الجامعية، ان النساء اللاتي يعملن في مجال تجميع البلاستيك وفي حدات رسكلة البلاستيك يعتربن الفئة الاجتماعية الاكثر هشاشة. فعلى مستوى المعيشة، تجد هاته النساء أنفسهن في مواجهة وضعيات أسرية صعبة على غرار وجود شخص يعاني من إعاقة، أو أن تكون المرأة مطلقة، أو الاضطرار لحمل النفايات البلاستيكية على ظهورهن لمسافات طويلة.

ورجحت الدراسة، ان بعض النساء العاملات في تجميع النفايات البلاستيكية، يعتبرن في وضعية افضل، إذا ما امتلكن عربات صغيرة يقمن بدفعها بأيديهن لمدة 8 ساعات يوميا، مضيفة أن أغلب العاملات في هذا المجال لا يتمتعن بالتغطية الإجتماعية، فتجميع النفايات البلاستيكية هو مورد رزقهم الوحيد رغم ظروف العمل العسيرة .

ووفقا لشهادات استقتها الدراسة، فإن النساء العاملات في هذا المجال، غالبا ما يكن ضحايا أنواع متعددة من التمييز سواء على مستوى ظروف العمل أو الاجور، فهن يعملن في ظروف أصعب من الرجال، ويتعرضن الى المنع من العمل من قبل بعض الرجال الذين يسيطرون على عدد من المناطق، الى جانب النظرة الدونية لهن من قبل سكان الأحياء السكنية والمجتمع بصفة عامة.

تقول امرأة تعمل في مجال تجميع البلاستيك ، لمعدة الدراسة “لا امتلك أية وسيلة لنقل البلاستيك الذي أقوم بجمعه، وأحمل يوميا على ظهري كيسا يزن بين 14 و 20 كلغ لأبيعها مقابل مبلغ يتراوح بين 8 و 10 دينارات.. فأنا أم لأربعة أبناء، وزوجي متقاعد ومريض، وأتكفل لوحدي بمصاريف العائلة”.

وتضيف في شهادتها قولها “هناك بعض السكان يمدون لي يد العون، لأنهم واعون بوضعيتنا الصعبة، وانا ممتنة للأشخاص الذين يتعاطفون معي ك “برباشة”، ولكن هذا لايمكن أن يزيح عني الشعور بأنني منبوذة من مجتمعي”.

معاملات قائمة على التمييز إزاء العاملات في حدات رسكلة البلاستيك

الى جانب رصد واقع العاملات في مجال تجميع البلاستيك، ركزت الدراسة كذلك، على ما تعانيه النساء العاملات بوحدات رسلكة البلاستيك، من اقصاء وتمييز وممارسات قائمة على استغلال النفوذ من قبل المشغل أو من قبل الموظفين الذين يفوقونهم في السلم الوظيفي، حيث تجد العاملات بهذه الوحدات أنفسهن مجبرات على طاعة الأوامر والقبول بظروف عمل مهينة وبسوء المعاملة من أجل جني المال والحفاظ على مورد الرزق، لا سيما منهن ذوات الأسر المتعددة الأفراد.

فقد أظهرت الدراسة، أن اغلب وحدات رسلكة البلاستيك غير المرخص لها في طينة (صفاقس)، تشغل النساء في ظروف قاسية وبأجور متدنية، فالمرأة العاملة في هذه الوحدات تجني قرابة 336 دينارا شهريا مقابل 500 دينار للرجل.

كما خلصت الدراسة، الى ان أصحاب وحدات الرسلكة، يقومون باستغلال اليد العاملة النسائية لأنها متوفرة وتقبل بظروف عمل قاسية وبأجور ضعيفة. كما تسند هذه الوحدات غير المرخص لها للنساء المهام الاكثر صعوبة، على غرار التجميع والفرز والرحي وغسل النفايات، وفي المقابل، تسند للرجال الذين يعملون في القطاع المنظم مهمة شراء وبيع مواد قابلة للرسلكة، مقابل أجور أعلى من تلك الممنوحة للنساء.

وبينت الدراسة، أن أغلب الرجال العاملين في مجال تجميع البلاستيك، يتصدرون أعلى السلم الوظيفي لهذا النشاط، على عكس النساء اللواتي يقبعن في أدنى السلم مما يحرمهن من التمتع بالارتقاء الاجتماعي.

 

 

 

*وات

Written by: waed



0%