رضا شكندالي: آلاف العائلات التونسية تقتاتُ من الاقتصاد الموازي

قال رضا شكندالي الأستاذ الجامعي اليوم الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 لدى حضوره في برنامج ايكوماغ إن آلاف العائلات التونسية تقتات من الاقتصاد الموازي، وستتضرّر من إلغاء الاقتصاد الموازي.

واعتبر رضا شكندالي الأستاذ الجامعي أن الناتج المحلي الإجمالي لا يمكن تحديده في الدول التي ينتشر فيها الاقتصاد الموازي، وقال إن حجم الاقتصاد الموازي حسب تقديرات المعهد الوطني للاحصاء مؤخرا وهي في حدود 28 بالمائة، تبين أن حجم الاقتصاد الموازي يصل إلى 40 بالمائة في قطاع التجارة و80 بالمائة في قطاع الفلاحة.

وأضاف شكندالي أن نسبة كبيرة جدا من الأشخاص بين 19 و 24 سنة، يشتغلون في القطاع الموازي في تونس، لأن الاقتصاد المنظم غير جذّاب بالنسبة للشباب التونسي، باعتباره ذو ضغط جبائي عال جدا، ويشمل تعقيدات ومشاكل كبيرة.

من جهته أفاد فتحي الخميري الباحث في إدارة الأزمات اليوم الثلاثاء 21 ديسمبر 2021 لدى حضوره في برنامج ايكوماغ بأن أنشطة عديدة ومختلفة تدخل ضمن الاقتصاد الموازي، وهي إما الأنشطة المرخصة من الدولة ولكن غير المعلنة بحيث لا تخضع للأداءات، والأنشطة المرخصة والمعلنة ولكنها لا تلتزم بدفع الضرائب، والشكل الثالث هو التهريب والأنشطة غير المشروعة على غرار تجارة الأسلحة والمخدرات.

“الإشكال ليس في القطاع الموازي ولكن المنظم”

وقال إن هذه النسب توضح أن الإشكال ليس في القطاع الموازي ولكن في القطاع المنظم، قائلا إن التعقيدات في الاقتصاد المنظم هي التي تدفع الشباب نحو الاقتصاد الموازي.

ودعا إلى خفض الأداءات للرفع من نسبة الاندماج تقليص الضغط الجبائي.

واعتبر أن الاقتصاد الموازي هو عنوان التخلّف، وهو مؤشر على التصنيف السيء للدولة على مستوى التنمية.

“سياسيون يُطبّعون مع الاقتصاد الموازي.. ونعيش غُبنًا جبائيا”

وتحدث فتحي الخميري الباحث في إدارة الأزمات عمّا أسماه الغبن الجبائي، وقال إن “كل من يلتزم بدفع الضرائب لديه إحساس بأنه مُعاقب.. لأن الدولة تواصل تتبعه والتغافل عن النشاط الموازي”.

وأضاف أن هناك أسبابا داخلية وخارجية لانتشار الاقتصاد الموازي في بعض الدول ومنها تونس، وأشار إلى أن أحد الأسباب الخارجية هو محاولة تدمير اقتصادات هذه الدول عبر السلع المهربة.

وقال إن العامل الثاني وهو عامل داخلي يتمثل في ضعف هيكلة الاقتصاد الوطني، مضيفا “بعض السياسيين يُطبّعون مع الاقتصاد الموازي.. وبارونات التهريب أصبحت موحودة في البرلمان.. وأصبحوا في قلب الدولة للدفاع عن مصالحهم”.

“أخطبوط القطاع الموازي أصبح ينشط في شكل شبكات منظمة”

وأضاف فتحي الخميري أن أخطبوط القطاع الموازي أصبح ينشط في شكل شبكات منظمة تنشط في هذا الإطار.

وقال الخميري “هناك احساس بأن الدولة منخرطة في لعبة الاقتصاد الموازي.. لأن الطبقة السياسية مستفيدة جدا من هؤلاء”.

واعتبر في المقابل أن التعقيدات الإدارية تقف عائقا أمام الاستثمار.

كما أشار إلى ضرورة ضرب الاقتصاد الموازي بقوة وأن التطبيع معه خطأ كبير.

“آلاف العائلات التونسية تقتات من الاقتصاد الموازي”

ومن جهته اعتبر رضا شكندالي أنه إجراء سيُمكّن من استفادة طبقة معينة من المؤسسات التي تعاني في الاقتصاد المنظم.

كما أكد ضيف برنامج ايكوماغ أنه لولا الاقتصاد الموازي لكانت هناك ضغوطات اجتماعية كبيرة وكبيرة جدا، حيث عملت الدولة على لعب دورها في التوظيف إبان الثورة إلى أن وصلت لكتلة أجور تتجاوز طاقتها، ولم تفكر في المقابل في تغيير سياساتها لخلق الثروة.

“شركات مهيكلة تُحوّل جزءً من رقم معاملاتها للاقتصاد الموازي”

وأضاف رضا شكندالي أن بعض الشركات المهيكلة تُحوّل جزء من رقم معاملاتها للاقتصاد الموازي بهدف الاستفادة من امتيازات الاقتصاد الموازي، وأضاف أنه كلما ضعفت الدولة انتعش الاقتصاد الموازي ويتنامى.

ودعا الشكندالي إلى معالجة الاقتصاد المنظم، لتتم عملية التقارب بين الموازي والمنظم بصفة طبيعية.