Express Radio Le programme encours
وقال زهير حمدي “إثر انتخابات سنة 2014، وبعد أن تعافت تونس من مرحلة الاغتيالات السياسية والعمليات الإرهابية والعنف وسفك الدماء التونسية، برزت قوى وعصابات جديدة حاولت السيطرة على مدخرات الدولة ومقدرات المجتمع وكاد يتلاشى حلم التونسيين في بناء دولة قوية ديمقراطيا واقتصاديا واجتماعيا”، وفق تقديره، مضيفا أن انتخابات 2019 أعادت تشكيل مشهد سياسي بائس وتعيس عمق من أزمة البلاد على جميع المستويات وعصف بحلم شباب الثورة التونسية.”
وأوضح أن التيار الشعبي خلص إلى أن النظام السياسي لا يلبي طموحات التونسيين المشروعة اقتصاديا وسياسيا، وأن الدستور والنظام الانتخابي أفرزا مشهدا سياسيا تصدرته مجموعة من الإرهابيين والفاسدين عقب انتخابات سنة 2019″.
وقال ” لقد كان يقينا أنه لا خيار للشعب التونسي إلا إسقاط هذه المنظومة برمتها برموزها وأشخاصها وأطرها التشريعية والقانونية والدستورية وهو ما حصل في جويلية 2021 “.
واعتبر زهير حمدي أن تونس تعيش مرحلة جديدة بنظام سياسي جديد ومحاولات لبناء مؤسسات سياسية ودستورية وأفكار وتصورات، مستطردا “لا أحد ينكر أن الأزمة السياسية والاقتصادية في تونس ما زالت تراوح مكانها، بسبب أنه مهما فعلنا واجتهدنا في اختيار شكل النظام السياسي وتغيير النصوص والمؤسسات والأطر فإن تحقيق أهداف الشعب التونسي التي ناضل من أجلها يتطلب توفر رؤية واستراتيجية وطنية لبناء المستقبل” .
وأبرز أن النخبة السياسية وكذلك السلطة السياسية غرقت في التفاصيل وأهملت الأهم وهو ضرورة أن يبنى مستقبل البلاد على فكرة مشروع وطني واستراتيجية تحمل برامج واضحة وقابلة للتحقيق والتنفيذ، دون إهمال حتمية أن تتناغم محاور وأفكار هذه الاستراتيجية مع المستجدات الإقليمية والدولية” ، مشددا على أن الحلول الترقيعية والمعزولة والاكتفاء بمعالجة المسائل الفرعية على أهميتها دون معالجة الوضع في العمق لا يحل المشكل القائم”.
ودعا زهير حمدي الأحزاب السياسية والنخب وأيضا السلطة السياسية القائمة إلى تعديل بوصلتها ومنهج عملها وطريقة تفكيرها ونسق إدارتها للشأن العام لمواجهة مجمل التحديات المطروحة، قائلا” نحن اليوم في حاجة لحلول دائمة يتفق عليها الجميع لتفادي المزيد من الأزمات”.
*وات
Written by: Asma Mouaddeb