زياد دبّار: “الوفاة لا تُؤكّد إلاّ عن طريق مصدر محايد، هو المصدر الطبّي”!

أكّد زياد دبّار عضو النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم 27 جوان 2019 لدى تدخله ببرنامج كلوب إكسبراس أنه يمكن التفريق بين مستويين من التغطية الإعلامية، أوّلها التغطية الآنية الفورية وثانيها التغطية على مستوى التحليلات والبلاتوهات، مشيرا إلى الحضور الإعلامي المهم لتغطية هذه الأحداث، رغم وجود إشكاليات أبرزها غياب تجاوب المصدر الرسمي مما فتح المجال للإشاعات، قائلا “إنّ الصحفيين اضطرّوا لتكذيب هذه الإشاعات بدل البحث عن الأخبار الجديدة”.

وأضاف دبّار أنّ تغطية الإرهاب يجب أن تبتعد عن كلّ مسائل الإثارة والسبق والـ buzz وعبارات من قبيل “علمت مصادر مطّلعة ومصادر موثوقة” ، لافتا إلى أنّ الإشكال وقع أيضا حول تنوع المصادر حيث يجب التأكّد من أكثر من مصدر قبل نشر المعلومة، وتأكيد الخبر من طرف ثان إن رفض الأوّل الإفصاح عن هويته، وعلى كل مؤسسة إعلامية أن تحسم في هذه المسألة شأن بعض وسائل الإعلام العالمية.

وبخصوص الخطر الثاني في تغطية وسائل الإعلام اليوم هو ذاك الذي راج حول صحة رئيس الجمهورية، حيث اعتبر دبّار أنّ الوفاة لا تؤكد إلا عن طريق مصدر محايد وهو المصدر الطبي، وهذا المصدر الطبّي لا يؤكّد إلا عبر تقرير رسميّ.

وقال دبّار إنّ عدم تفاعل المصادر الرسمية من مستشارين لرئيس الجمهورية حول خبر وفاته من عدمه يثير إشكالا كبيرا وهو فتح الباب لانتشار الإشاعات، مشدّدا على أنّ الصحفي يجب أن يقدّم المعلومة ويبحث عن تفاصيلها طبقا لقواعد الدستور الذي ينصّ على حق المواطن في الحصول على المعلومة، خلافا لما دعا إليه وزير السياحة روني الطرابلسي.

واستنكر عضو نقابة الصحفيين تساؤل بعض المحللين والنقابيين عن قانون حماية الأمنيين “وكأنّ قانون الأمنيين سيمنع تكرار الحوادث الإرهابية مستقبلا” على حد قوله، مضيفا أنّه من المتوقع في مثل هذه الحالات أن تشوب الحدّة بعض ردود أفعال الأمنيين، وهو ما لم يحدث اليوم وفق تعبيره.

ودعا دبّار إلى عدم التجمّع بعد حدوث تفجير، لأنّ “تكتيك” الجماعات الإرهابية هو ربما استغلال هذا التجمّع لتفجير ثان، قائلا: “رأينا نوعا من التحدّي لدى التونسيين، لكن ما يقلق هو أننا ربما تعوّدنا اليوم على مثل هذه الأحداث الإرهابية” حسب قوله.