الأخبار

سعيّد: “الدولة التونسية لن تقبل بمن يتطاول عليها ويُشهر الأسلحة”

today26/06/2023 3680 2

Background
share close

اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح اليوم الإثنين 26 جوان 2023 بقصر قرطاج، بوزير الداخلية، كمال الفقي، والمدير العام للأمن الوطني، مراد سعيدان، والمدير العام آمر الحرس الوطني حسين الغربي، وتناول هذا الاجتماع الوضع الأمني العام في البلاد ودور قوات الأمن الداخلي في فرض احترام القانون على الجميع دون استثناء، كما تم التطرق إلى موضوع السلامة المرورية “التي أدت إلى تصاعد الحوادث المؤلمة في المدة الأخيرة وذهب ضحيتها المئات منذ بداية هذه السنة”.

وأشار رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى أن “من بين أهمّ أسباب هذه الأرقام المفزعة عدم احترام القانون من قبل مستعملي الطريق، بل التباهي أحيانا بخرقه وكأن هذا الخرق فيه تحدّ للسلطة لأن المواطن يعتبر بأنها لا تُعبّر عن إرادته بل هي عدوّ له”.

واستشهد سعيّد، في هذا السياق، بسلوك المواطنين في الطريق وفي غير الطريق خلال الأيام الأولى التي تلت يوم 14 جانفي 2011 “حين كان المواطنون يحترمون كل قواعد المرور في غياب أعوان الأمن، ويحترمون الأولوية في الطوابير” وفق ما ورد على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية.

“الأرصفة لا يتجاوز عرضها أحيانا المتر الواحد هذا إن وجدت أصلا أمام المدارس”

وأشار رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى وجود العديد من الأسباب الأخرى المتصلة بالتهيئة العمرانية داخل المدن، “فالأرصفة لا يتجاوز عرضها أحيانا المتر الواحد هذا إن وجدت أصلا أمام المدارس، وبعض الطرق صارت تعرف بطرق الموت لأن من شقّها اختار الربح وتواطأت معه جهات كان يُفترض أن تقوم بدورها في المراقبة ولكنها انخرطت في الفساد الذي لم يتسبب في إفراغ خزائن الدولة فحسب لكن في حصد الأرواح”.

وللتذكير فقد توفي 4 أشخاص يوم الجمعة المنقضي في حادث مرور بطريق قمرت في العاصمة، إلى جانب وفاة 10 أشخاص في حادث مرور آخر بصفاقس في نفس اليوم.

وكانت جمعية سفراء السلامة المرورية، قد وجهت يوم السبت 24 جوان 2023، “نداء عاجلا إلى جميع أصحاب القرار وجميع المعنيين قصد إعطاء الأولوية في التعامل مع ملف السلامة المرورية إثر تواتر حوادث المرور القاتلة”.

ومن جهته شدّد مراد الجويني رئيس مصلحة الاتصال المروري بالمرصد الوطني للسلامة المرورية التابع لوزارة الداخلية، اليوم الإثنين 26 جوان 2023، في تصريح لبرنامج اكسبراسو على وضع وزارة الداخلية كافة الإمكانيات البشرية والمادية ليكون الإحتفال بالعيد بأقل أضرار ممكنة، مؤكدا التعويل على وعي المواطن من خلال عدم المجازفة والتقيد بقانون الطرقات.

“ظاهرة انتشار المخدرات تهدد أمن البلاد”

من جهة أخرى أشارت رئاسة الجمهورية إلى أن اللقاء تناول مطوّلا ظاهرة انتشار المخدرات، حيث شدّد رئيس الجمهورية على “ضرورة تفكيك الشبكات الإجرامية لأن هذه الظاهرة تهدد أمن البلاد ومن يسعى إلى تفكيك الدولة يسعى إلى تفكيك المجتمع”.

كما تطرق اللقاء إلى “ظاهرة الهجرة من جنوب الصحراء إلى تونس والوضع الذي لم يعد مقبولا على أي مقياس بالرغم من أن بلادنا التي تعتز بانتمائها الإفريقي تعامل هؤلاء المهاجرين معاملة أفضل مما يجدونها من عدد من دول شمال المتوسط”.

“الدولة التونسية لن تقبل بمن يتطاول عليها”

وأكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على أن “الدولة التونسية لن تقبل بمن يتطاول عليها وينشئ محاكم خاصة به ويُشهر الأسلحة ويُروّع المواطنين التونسيين كما هو الوضع على وجه الخصوص بمدينة صفاقس وضواحيها”.

وأوضح سعيّد أن “هذا الوضع غير طبيعي، متسائلا لماذا يختار هؤلاء المهاجرون مدينة صفاقس على وجه الخصوص، وهل يعرفونها من قبل وهم في بلدانهم أم يتمّ توجيههم إليها بسابق تدبير”.

وشدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على “أننا لا نتاجر بالبشر وبأعضاء البشر، ونرفض من يستهدف أمننا ولا يحترم قوانيننا”.

ويشار إلى أن وقفة احتجاجية نظمها عدد من نشطاء من المجتمع المدني في صفاقس صباح يوم الأحد 25 جوان 2023، أمام مقر الولاية السلطات بالتصدي إلى استفحال التواجد العشوائي للمهاجرين غير النظاميين في الجهة واتخاذ التدابير اللازمة لتطويق هذه الظاهرة.

واشتكى عدد من المحتجين المشاركين في الوقفة من بروز عديد المظاهر السلبية الناجمة عن الهجرة غير النظامية ومنها المسالك التجارية الموازية التي يقع فيها تداول المواد المدعمة مثل السميد والتوابل من طرف المهاجرين والانتصاب الفوضوي أمام الأسواق ولاسيما في منطقة باب الجبلي، وتكدس الفضلات والنفايات على قارعة الطريق، وتحول الحدائق إلى مآو وملاجئ يقطنها المهاجرون واستنزاف منظومة الطب الشرعي وبيت الأموات والمقابر فضلا عن تنامي مظاهر العنف والجريمة في المناطق والأحياء التي يتكثف فيها وجود هؤلاء المهاجرين غير النظاميين مثل “مركز شاكر” و”الحفارة” و”الناصرية” و”السلطنية” و”حي الحبيب” و”حي البحري” وغيرها.

جدير بالذكر أن النيابة العمومية أذنت في الأيام القليلة الماضية بالاحتفاظ بعدد من الهاجرين غير النظاميين من عدد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء على خلفية جرائم قتل واستعمال أسلحة بيضاء في معارك نشبت في ما بينهم في كل من ساقية الداير والعامرة ومركز شاكر (صفاقس المدينة).

Written by: Asma Mouaddeb



0%