فوزي عبد الرحمان: “لا نريد قضاءً يخضع للتعليمات وتصوّر سعيّد للحكم مركزي جدا”

أكد وزير التشغيل السابق فوزي عبد الرحمان أن كل القرارات التي جاءت في إطار الإجراءات الاستثنائية بعد 25 جويلية كانت تتماشى مع رأي أغلبية التونسيين في هذه المرحلة الحالية التي وصلت إلى وضع مأساوي على حد تعبيره.

وأضاف وزير التشغيل السابق فوزي عبد الرحمان لدى مداخلته اليوم الأربعاء 18 أوت 2021 في برنامج 18/20 أن السياسة أصبحت دون عمق نبيل لخدمة مصالح الشعب وأصبحت مثالا على البلطجة والمناكفات.

وأشار عبد الرحمان إلى أن رئيس الجمهورية لم يكن مرتبطا بشبكة مصالح اقتصادية أو مالية وتمتع بصدقه في اتخاذ كل القرارات وهو ما خلق مساندة شعبية له.

واعتبر فوزي عبد الرحمان أن المهم حاليا هو مستقبل البلاد، حيث يستحوذ رئيس الجمهورية حاليا على جميع السلطات، وهو ما اعتبره مظهرا للحكم الفردي الذي يفضي للاستبداد، وعيب على الديمقراطية.

وأكد عبد الرحمان أن التعاطي مع الوقت بالنسبة لرئيس الجمهورية يخضع لمفهوم شخصي، وأن خارطة الطريق الذي ينفذها رئيس الجمهورية يرفض مشاركتها مع الأطراف السياسية والمجتمع المدني.

كما اعتبر أن مفهوم الحكم لدى رئيس الجمهورية هو حكم مركزي جدا ولا يحتاج لرئيس حكومة، حيث تكون كل خيوط السلطة تحت سيطرته باعتباره ممثلا للشعب على حد تعبيره.

وأفاد عبد الرحمان بأن رئيس الجمهورية يعتبر نفسه صوتا للشعب، وهو تصور غير مريح بالرغم من ايجابياته التي لمسنا البعض منها في أيام التلقيح المكثف، واعتبر أن فشل المنظومة القضائية يمثل أحد أبرز سلبيات هذا التصور.

وقال فوزي عبد الرحمان “القضاء اليوم هو قضاء قيس سعيد ويخضع للتعليمات، نحن لا نريد هذا القضاء، لا نريد قضاء سعيد ولا قضاء البحيري، نريد قضاء مستقلا غير خاضع للتعليمات.. لا تستقيم الديمقراطية دون قضاء مستقل”.

واعتبر ضيف برنامج 18/20 أن إصلاح البلاد وارساء العدالة وجلب الاستثمار ومواصلة المسار الديمقراطي يستوجب أولا إصلاح القضاء.

وفيما يتعلق في التعامل مع الوضع الوبائي دعا فوزي عبد الرحمان إلى ضرورة توجيه حملات التلقيح نحو المسجلين على المنظومة والذين لم يستجيبوا للدعوة للتلقيح وكذلك نحو الشريحة الكبيرة غير المسجلة على المنظومة.

وأضاف أنه لا بدّ من التذكير بالتلقيح ضد كورونا بجرعات إضافية طيلة السنوات والأشهر القادمة لمنع انتشار الفيروس مرة أخرى.

كما اعتبر ضيف برنامج 18/20 أن القرارات التي تتخذها الدولة لفرض تطبيق الإجراءات الوقائية لا بدّ لها أن تكون سياسية وتنبني أيضا على قرارات اللجان العلمية، ودعا إلى ضرورة تلقيح الأطفال أيضا اقتداء بالدول التي تجاوزت الأزمة الوبائية.

وأشار عبد الرحمان إلى ضرورة العمل على المستوى الديبلوماسي لإقناع الرأي العام الدولي بخارطة الطريق التي يسير بها رئيس الجمهورية قيس سعيد في إطار تصحيح المسار وخاصة التأكيد على المساندة الشعبية لهذا التمشي.

واعتبر عبد الرحمان أن هناك عديد الكفاءات الاقتصادية التي تتمتع بنزاهتها وهي قادرة على قيادة البلاد في المرحلة الحالية والتي تحظى بقبول في الداخل والخارج وتضع برنامجها لتسيير البلاد.