صلاح الدين الدريدي: “المرسوم 54 مثل نقطة تحول مفصلية في الإعلام..”

أكد أستاذ الإتصال والإعلام، صلاح الدين الدريدي، اليوم الجمعة 14 فيفري 2025، غياب خطابات الدولة والسلطة خلال عشرية الإعلام الأولى، في حين مع الرئاسة الحالية تكررت اللقاءات، والخطابات من قبل رئيس الدولة حول الإعلام ودوره.

وللإشارة، فقد اجتمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الثلاثاء  الماضي، بقصر قرطاج، برؤساء ومديري مؤسسسات الإعلام العمومي، مؤكدا “دور الإعلام العمومي في هذه المرحلة بالكلمة الحرّة المُعبّرة عن مشاغل المواطنين”.

واعتبر الدريدي، لدى تدخله ببرنامج “ايكو ماغ“، هذه اللقاءات والاجتماعات بالظاهرة الجديدة وقد تؤسس لظهور مرحلة ثانية تدخل فيها الدولة بتصورات، لم تكن تُطرح من قبل وفقه.

وشدد ضيف البرنامج، على عدم التفرقة بين اعلام الحكومة أو الدولة والخاص لأنها كلها تقدم في مضامين اعلامية عمومية تهم المواطن، قائلا “هناك خلط..ومن الخطأ حصر الإعلام العمومي في المؤسسات التابعة للدولة أو التي تُموّلها..”.

وأفاد أستاذ الإتصال والإعلام، أنّ الخطاب الإعلامي بصفة عامة اليوم يُرّكز على أنّ الإعلام العمومي، لا يكون إلا ممولا أو صادرا عن الحكومة و”هذا خطأ”، مشددا على أنّ كل وسائل الإعلام الخاصة والعمومية لها واجب الدفاع عن المصلحة العامة.

واعتبر صلاح الدين الدريدي، أن اقتصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد في لقائه مع رؤساء الإعلام العمومي، يتنزل في اطار ما أسماه “ثقافتنا الإعلامية”، وفق تعبيره.

ماهو دور الإعلام العمومي اليوم ؟

وأشار الدريدي، إلى غياب دور الإعلام العمومي، ونقص في الحرفية في العمل الإعلامي ككل، موضّحا أنّه يتم التطرق إلى بلاغات الرئاسة دون تفسيرا أو شرحا أوتعليقا الذي ليس بالضرورة أن يكون معارضا وفق تأكيده.

وقال في هذا السياق، “هناك خوفا من تأدية متطلبات الإعلام العمومي كما يجب..”، مشددا على ضرورة أنّ تتوسع وسائل الإعلام العمومية والخاصة في عديد المواضيع والأحداث.

ومن جانب آخر اعتبر أستاذ الإتصال والإعلام، المرسوم 54 بمثابة نقطة تحول مفصلية في الإعلام، وهو نتيجة لممارسات سواء إيجابية أو سلبية للمنظومة الإعلامية في مرحلتها الأولى وفق قوله.

وتعليقا حول معارضة هذا المرسوم، قال، “حان الوقت للقيام بوقفة تأمل حول المنظومة الإعلامية منذ 2011، وتقييم الايجابيات والسلبيات والخروج بتصور وطني للإعلام ولوظيفته ودوره..”.

واعتبر ما اسماه التنافر بين وسائل الإعلام الحكومي والعمومي والخاص والدولي فيه مضرّة، للإعلام ككل.

وخلص صلاح الدين الدريدي بالقول، إلى ضرورة عدم التفرقة بين الإعلام العمومي والخاص، لأنّ كلاهما له دورا حاسما  في مستقبل حرية الإعلام والبلاد ككل..داعيا إلى وضع تصور جديد يجمع كل الأطراف حول منظومة اعلامية موحدة.