طوفان الأقصى: “حرب أرعبت الإسرائيليين وأبرزت قوة المقاومة الفلسطينية”

أفاد راغب جابر الأستاذ المحاضر بجامعة الإعلام بلبنان في تعليقه على عملية طوفان الأقصى بأن “هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها المعارك داخل المستوطنات الإسرائيلية حيث تعودنا على أن تدور المعارك والحروب سابقا داخل أرض عربية سواء كانت في فلسطين أو لبنان أو سوريا وهو ما يؤكد أننا نعيش عهدا جديدا في هذا الصراع” حسب تعبيره.

وأكد راغب جابر خلال مداخلته في برنامج “Géo Express” يوم السبت 07 أكتوبر 2023، أن “هناك تطورا كبيرا ونضجا لدى المقاومة الفلسطينية خاصةً على المستوى الاستخباراتي حيث تبين بوضوح أن الاستخبارات الإسرائيلية التي توصف بأنها من أشرس وأهم الاستخبارات في العالم قد تكبدت فشلاً ذريعاً، مقابل انتصار استخبارات المقاومة الفلسطينية التي نفذت عملية متقنة إلى أبعد الحدود”.

ويذكر أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة شنّت عملية عسكرية ضدّ الاحتلال الاسرائيلي منذ فجر السبت الماضي، وأطلقت عليها اسم “طوفان الأقصى” وكان الهجوم شاملا بريا وبحريا وجويا، حيث تسلل عدد من المقاومين الفلسطينيين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

وأعلن عن بداية العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب القسام، واعتبرها أكبر هجوم ضد الاحتلال منذ عقود، وقال محمد الضيف، في رسالة صوتية مسجلة يوم السبت “نعلن بدء عملية “طوفان الأقصى” بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو”. مضيفا أن “الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية”.

واعتبر الضيف أن “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”، ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة وبكافة الطرق الأخرى من احتجاجات واعتصامات.

كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي، ومازال الصراع مستمرا بين جيش الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية إلى حد هذه اللحظة.

وأكد راغب جابر الأستاذ المحاضر بجامعة الإعلام بلبنان ضيف برنامج “Géo Express”، أن “الجيوش المنظمة والنظامية لا تستطيع في مثل هذه الحروب، مجابهة الصراع لأنها حرب فدائية”، مبيناً أن “الذين دخلوا إلى الأراضي المحتلة من قطاع غزة هم فدائيون استشهاديون ونمط تفكيرهم مختلف”.

كما قال راغب جابر إنه لا يعتقد أن تدوم هذه الحرب لمدة طويلة، على عكس ما صرح به بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الذي أكد أنهم في حالة حرب وستدوم لمدة طويلة.

وبيّن جابر أن هذه العملية “رمزية وهدفها إظهار قوة المقاومة وهي ليست حرب تحرير، فالقصد منها هو إقامة توازن جديد كما حصل في جنوب لبنان، لتجنيب غزة ضربات جديدة في المستقبل”.

وأكد أن “حماس اليوم قادرة على منع الاجتياح البري لجيش الاحتلال الاسرائيلي بفضل ما تملكه من أسلحة جديدة ومضادة للمدرعات وقادرة على أن تطال العمق الاسرائيلي بالصواريخ”، مضيفا “لاحظنا أن المجتمع الاسرائيلي أرعبته هذه الحرب وسيكون لذلك انعكاس في المستقبل”.

وأشار جابر إلى أن “هذه الحرب هي حرب ضد التطبيع في جانب مهم جداً منها”.

ويذكر أن عملية طوفان الأقصى أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 800 إسرائيلي وأسر المئات منهم.

ما هي أبرز ردود الأفعال الدولية؟

ويشار إلى ردود الفعل الدولية توالت منذ انطلاق هذه العملية العسكرية غير المسبوقة، وجاءت عديد المواقف الدولية منحازة إلى موقف الاحتلال الإسرائيلي ومنددة بالمقاومة، حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل عقب شن حركة (حماس) هجوما عليها.

واستنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة الهجمات على إسرائيل، وكتب على منصة “إكس” “أعبر عن تضامني الكامل مع الضحايا وعائلاتهم والمقربين منهم”.

أما الموقف التونسي فكان مغايرا أين أعربت تونس عبر بيان نشرته صفحة رئاسة الجمهورية عن وقوفها الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني، مذكّرة بأنّ ما تصفه بعض وسائل الإعلام بـ “غلاف غزة” هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود، ومن حقّ الشعب الفلسطيني أن يستعيدها وأن يستعيد كلّ أرض فلسطين، ومن حقّه أيضا أن يقيم دولته المستقلة عليها وعاصمتها القدس.

وجاء في البيان أنّ تونس “تدعو كلّ الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين بل وفي حقّ الأمة كلها. وعلى العالم ألا يتناسى أيضا مئات الآلاف من الذين هُجّروا من ديارهم وسُلبت منهم أراضيهم، عليهم أن يتذكروا هذه التواريخ وأن يعترفوا بحق المقاومة المشروعة للاحتلال ولا يعتبرون هذه المقاومة اعتداء وتصعيدا”، وفق نصّ البيان.

*محمد ياسين حافي