عالمية

التعامل السيئ لقطر مع العمّال النيباليين يطفو على السطح مجدداً

today27/06/2019 42

Background
share close

ظهرت مرة أخرى معاملة قطر المروعة للعمال المهاجرين، وأغلبهم من النيباليين، في التحقيق الذي أجرته هيئة الإذاعة الألمانية.

وأظهر تقرير استقصائي صادر عن هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية WDR الظروف المروعة التي يعمل فيها العمال النيباليين في بناء العديد من الملاعب لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المقرر اقامتها في قطر: دون مال أو طعام في أماكن ضيقة وظروف تشبه السجن.

وقام بينجامين بيست – صحفي تابع للهيئة – بدخول قطر في ماي الماضي واستعمال كاميرا خفية لاستكشاف أوضاع عشرات الآلاف من العمال الذين يبنون منشآت كأس العالم.
وفي مقطع فيديو مدته 16 دقيقة ونصف، تحدث المهاجرون النيباليون عن عدم دفع رواتبهم منذ شهور وعدم توفير الطعام أو المأوى المناسب لهم، كما تمت مصادرة جوازات سفرهم من قبل أرباب عملهم حتى لا يتمكنوا من مغادرة البلاد، مما أدى إلى شعورهم بأنهم في “سجن افتراضي”.

وتُظهر الظروف الموضحة في التقرير ظروفًا قاسية، حيث يشارك 200 عاملاً مرحاضاً واحد، ويعيش ثمانية منهم في غرفة صغيرة مظلمة.
ووفقا لديل براساد، أحد العمال النيباليين الذين تم مقابلتهم في الفيديو، فإن هناك 125 عاملاً نيبالياً في قطر محاصرين هناك مثل “السجناء”، على حد وصفه.
وقال براساد: “كل يوم، نحن نأكل فقط الخبز ونشرب الماء؛ بدون نقود، لا يمكننا تحمل أي شيء آخر. شهر بعد شهر، وضعنا يزداد سوءًا”.

وتقوم الإمارة الخليجية الصغيرة ببناء تسع استادات جديدة وترميم ثلاث استادات أخرى لكأس العالم. ومنذ الإعلان عن فوز قطر باستضافة كأس العالم في عام 2010، تعرضت لانتقادات شديدة بسبب طريقة استغلالها للقوى العاملة المهاجرة التي يبلغ عددها نحو مليوني شخص.

وفي عام 2013، كشف التحقيق الذي نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية حول وضع العمال النيباليين في قطر عن ظروف عمل ومعيشة مماثلة للعمال المهاجرين الآخرين، واصفاً إياهم بـ ”عبيد كأس العالم في قطر”. وتنبأ تقرير الصحيفة بأنه بناء على معدلات الوفاة الحالية، فإن بناء جميع ملاعب فيفا سيؤدي إلى وفاة نحو 4 آلاف عامل مهاجر.

وأظهر الكشف الأخير الصادر عن WDR إلى أنه لم يتغير الكثير بالنسبة للعمال على الرغم من تأكيدات الحكومة القطرية على تحسينها لظروف العمل للعمال المهاجرين، وأكد الكثير من العمال النيباليين الذين تمت مقابلتهم من أجل التقرير على دقة ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء العمال المهاجرين أشاروا إلى أن سفارة نيبال في قطر ومحكمة العمل لم تبذلا ما يكفي من الجهد لتحسين الأوضاع، إلا أن السفارة النيبالية في الدوحة قالت إنها على دراية بحالة العمال.
وقال ناريندرا راج جيانوالي، الملحق العمالي، بالسفارة النيبالية لصحيفة “بوست” عبر الهاتف: “لقد وصل الأمر إلى السفارة منذ حوالي ثلاثة أشهر، وقمنا بالاتصال بمالك الشركة وتمت مناقشة الأمر بين العمال والسفارة وصاحب العمل”.

ووافق صاحب العمل – خلال المناقشة – على دفع الرواتب المستحقة وطلب من جميع العمال العودة إلى العمل، ولكن قال جيانوالي أن صاحب العمل وعد فقط بدفع راتب شهر على الفور بينما طالب الموظفون بجميع مستحقاتهم.
ونظرًا لأن المسألة لم يتم حلها من خلال المفاوضات، فقد تقدم العمال بشكوى إلى وزارة العمل القطرية، التي بدورها قامت بإحالة التظلم إلى محكمة العمل القطرية.

وأضاف جيانوالي إن العديد من العمال قد عادوا بالفعل إلى نيبال بعد أن زودتهم الشركة بتذاكر سفر وبعض المال، موضحاً أن “هناك العديد من العمال النيباليين الذين عملوا في الشركة، وتتراوح مدة خدمتهم بين عامين إلى 15 عامًا”.
كما أشار إلى أن مستحقاتهم ضخمة، وتالياً قال الشركة إنها ليس بإستطاعتها صرفها دفعة واحدة

Written by: Rim Hasnaoui



0%