أعربت وزارة الخارجية التركية، الجمعة، عن رفضها تصريحات لوزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب، حول الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدة أن مزاعم راب “بعيدة كل البعد عن الواقع وغير مقبولة”.
جاء ذلك في معرض إجابة متحدث الخارجية التركية طانجو بلغيتش، خطيا على سؤال تلقاه حول تصريحات أدلت بها الوزيرة النمساوية الخميس عن الرئيس أردوغان.
وأضاف بلغيتش أن “عَرضُ وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، خريطة أعدها ‘مركز توثيق الإسلام السياسي’ تتضمن قائمة كافة الجمعيات الإسلامية في النمسا، وزعمها أن أعمال الشغب في فيينا نجمت عن خطابات رئيس بلادنا، بعيدة عن الواقع وغير مقبولة”.
وأكد المتحدث أن هذه السياسات المعادية للأجانب والعنصرية والمناهضة للإسلام، تسمم التماسك والمشاركة الاجتماعية في النمسا.
وشدد على ضرورة تخلي النمسا عن ممارسات استهداف المهاجرين والمسلمين، وأن تتبنى سياسة مسؤولة.
جدير بالذكر أن تركيا أعربت عن إدانتها ورفضها رفع مؤسسات نمساوية حكومية العلم الإسرائيلي فوق مبانيها، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
كما شهدت العاصمة النمساوية في تلك الفترة مظاهرات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، فيما وصف وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامير ذلك العدوان بأنه “أزمة إسرائيلية”، وزعم أن تصريحات أردوغان ورفع الأعلام التركية في المظاهرات (بفيينا) لعبت دورا في زيادة التوتر.
إلا أن الخارجية التركية وعلى لسان ناطقها بلغيتش، أدانت ورفضت في 17 ماي الحالي تصريحات نيهامير، وشددت على أن مزاعمه “منفصلة عن الواقع”.
وفجر 21 ماي الجاري، بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد هجوم شنته تل أبيب على القطاع استمر 11 يوما.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة والضفة ومدن الداخل، عن 288 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة مئات خلال رد الفصائل على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وللإشارة فقد تصاعدت حدة اللهجة بين أنقرة وفيينا بعد أن وصف وزير الخارجية التركي النمسا بأنها “عاصمة العنصرية المتطرفة”. وجاء ذلك بعد أن دعا المستشار النمساوي إلى وقف المحادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس تركيا إلى الاعتدال في تصريحاتها وأفعالها بعد أن وصف نظيره التركي النمسا بأنها “عاصمة العنصرية المتطرفة”.
وأدلى وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بهذه التصريحات بعد أن قال المستشار النمساوي كريستيان كيرن إنه سيبدأ مناقشة بين الزعماء الأوروبيين لوقف محادثات انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي بسبب مشاكلها الديمقراطية والاقتصادية.
ونسب متحدث إلى كورتس قوله “أرفض بشدة انتقاد وزير خارجية تركيا للنمسا. ندعو أنقرة لأن تكون معتدلة في اختيار كلماتها وتحركاتها (في الداخل) وأن تقوم بواجباتها.”