عدنان بوعصيدة: قرابة 50 بالمائة من البلديات لم تستطع تحقيق برامجها

أفاد رئيس الجامعة الوطنية للبلديات عدنان بوعصيدة خلال حضوره اليوم الإثنين 15 نوفمير 2021 في برنامج “اكسبراسو” بأنّ الحاق وزارة الشؤون المحلية بوزارة الداخلية له تأثير على دور البلديات والعمل البلدي خاصة وأنّ الوزارة في النظام الجديد أي مسار اللامركزية تعتبر وزارة مرافقة لتثبيت سياسة الحكومة في دعم مسار اللامركزية.

وأشار عدنان بوعصيدة أنّ مسار اللامركزية أثبت جدواه في كافة انحاء العالم خاصة في القارة الأوروبية، وفي تفسيره لمسار اللامركزية قال بوعصيدة إنّ المسار يقوم على تقسيم السلط في إدارة الشأن العام والتنمية المحلية وليس تقسيم الحكم، مشدّدا على ضرورة دعم هذا المسار وتثبيته.

وتسأل بوعصيدة هل أنّ الهيكل الذي سيوافق البلديات الآن والمتمثل في وزارة الداخلية سيقوم بدعم مسار اللامركزية أم سيتم العودة إلى المسار القديم وقانون 1975؟

وتابع ضيف البرنامج قائلا إنّ كونغرس البلدبات الذي يتبع الاتحاد الأوروبي  يشمل 150 ألف بلدية منها 10 بلديات تونسية و 10 بلديات مغربية كضيوف شرف لديهم الحق في الحضور في الكونغرس والمشاركة في لقاءاته وندواته ، وهذا الكونغرس يعمل على دعم البلديات الهشة في كامل أنحاء أوروبا، وفي مؤتمره الأخير يوم 9 نوفمبر كان الحديث فيه عن العدالة المجتمعية، لذا يجب المواصلة في دعم مسار اللامركزية في تونس وفق عدنان بوعصيدة، الذي اعتبر أنّ المسار قاطرة اقتصادية بامتياز.

وأوضح بوعصيدة أنّ مسار اللامركزية في تونس انطلق منذ سنة 2018 والتجارب الأوروبية انطلقت منذ 1970 وتونس مازالت في فترة تأسيسية ويجب دعم البرنامج ماديا وعبر الاستقرار في المجالس البلدية وهذا ما لا يتوفر في تونس، معتبرا أنّ هذه الأخيرة تنصلت من دعم مسار اللامركزية ماديا وعقاريا.

وفي ذات الإطار قال بوعصيدة أنّ قرابة 50 بالمائة من البلديات التونسية لم تستطع تحقيق برامجها، مشيرا إلى أنّ أغلب المشاريع معطّلة بسبب الرصيد العقاري والتعطيل بين البلديات والإدارات الجهوية.

وأفاد بوصعيدة بأنّه تم تصنيف أنقيلترا كأول بلد قامت بلدياته بتغيير النظام التربوي تليها ألمانيا، معتبرا أنّ هذه البلديات لم تعد تتحدث عن الاستثمار والمشاريع فقط بل على نتائج صحية وتربوية وثقافية قامت هذه البلديات بتحقيقها، أما في تونس فنشهد تدهورا في الخدمات الصحية والتربوية.

وأكّد عدنان بوعصيدة أنّ هناك بعض الأطراف الإيدارية لم تقبل تغيير المسار بسبب تقاسم السلط، مضيفا أنّه لا سبيل للتقدم إلا من خلال تركيز مسار اللامركزية وتطويره بصفة تشاركية ديمقراطية بين البلديات والدولة والمجتمع المدني، و”أُبهرت بنظافة ولايات الجنوب نظرا لتظافر جهود  العمل البلدي”

وفي ختام مداخلته أكّد رئيس الجامعة الوطنية للبلديات على أنّ الجامعة راسلت رئيسة الحكومة منذ تسميتها لطلب مقابلتها كما راسلت وزير الداخلية في مناسبتين لتقديم مقترحاتها في هذا الوضع الاستثنائي، مشيرا إلى أنّ ميزانية  البلديات في تونس لا تمثل إلا 2.75 بالمائة من ميزانية الدولة وهذه النسبة هي الأضغف مقارنة ببلدان الجوار حيث بلغت في الجزائر مثلا 10 بالمائة.