عزيز بوحجبة: سياسات تونس الفلاحية في حاجة ماسّة الى التجديد

أكد عزيز  بوحجبة  رئيس جمعية الفلاحة المستدامة خلال حضوره في برنامح le Club Eco أن السياسات الغذائية في العالم باكمله أخذت أبعادا جيوسياسية كما أن التغيرات المناخية لعبت دورا في هذا السياق وبالتالي فإن السياسات الفلاحية لتونس والتي تعود الى الستينات قد اهترأت وهي في حاجة ماسة الى التجديد.

وأوضح عزيز بوحجبة ان مقاربة المستهلك للغذاء تغيرت نحو المنتوجات البيولوجية والتفكير في الصحة الغذائية وخاصة في  البلدان المتقدمة،مشيرا الى ان هناك منظومات فلاحية في تونس تمت هيكلتها منذ التسعينات عبر احدات مجامع  على غرار  الالبان ولحوم الدواجن وهو  خيار سياسي سليم ولكنه ليس مستداما.

واعتبر ضيف البرنامج ان هذه المنظومات لازالت تتحكم فيها الوزارات التي تكون ممثلة في مجالس اداراتها وليس لها مقاربات  تنموية وانما مقاربات تعتمد على صرف المنح وتعديل السوق بطريقة اجبارية دون منح الفرصة للمهنيين لاتخاذ القرارات المناسبة وهو ما يشكل ثقلا في حلقة الانتاج.

واشار  بوحجبة في حديثه الى ما حصل في منظومة الالبان خلال السنوات الاخيرة حيث كانت تونس بلدا مصدّرا لمادة الحليب  قبل ان تصبح بلدا  مستوردا لمسحوق  الحليب  الجاف وذلك يعود اساسا الى نقص قطيع الابقار وهو ما وصفه بالفشل الذريع مضيفا ان سعر  الحليب في تونس هو الارخص على مستوى  العالم.

كما تطرق رئيس جمعية الفلاحة المستدامة الى منظومة الحبوب قائلا  ان دور ديوان الحبوب ليس التوجه نحو ترسيخ انتاج وطني وانما  هدفه الرئيسي  هو  تحقيق اكتفاء  السوق سواء  كان ذلك عبر التوريد او  من خلال الانتاج الوطني مشددا على ان 90 بالمائة من الخبز في  تونس هو مورّد.

واعبتر  عزيز  بوحجبة  ان السياسات الفلاحية لا يمكن  بناؤها  في ظل تدخل وزارة التجارة لفرض اسعار  معينة في  السوق فضلا عن  الاضطرابات التي يتم تسجيلها خلال كل موسم وليس للفلاح دخل فيها.

ويخصوص المُدْخلات التي يتم استعمالها في القطاع الفلاحي قال عزيز  بوحجبة انها مورّدة، كاشفا ان المبيدات زادت بنسبة 25 بالمائة وهي تمثل اكثر من 30 المائة من كلفة الانتاج، مشيرا الى  ان الزيادة في الكلفة تعادل 25 بالمائة وان تدخل وزارة التجارة ضروري  لتمكين المستهلك من اقتناء  مواده الاساسية لكنه مضر بالنسبة للفلاح  وهي  معادلة صعبة حسب  تقديره.