Express Radio Le programme encours
و”النينيو” هو ظاهرة مناخية تميل خلالها الرياح إلى عكس اتجاهها، وترتفع درجة حرارة المياه السطحية قبالة سواحل القارة الأميركية.
وسيحل “النينيو” مكان “النينيا” التي هيمنت طيلة 3 سنوات، وهي ظاهرة مناخية تكون فيها الرياح أكثر شدة، ودرجة حرارة سطح الماء أبرد من المعتاد في شرق المحيط، مما يدفع بالمزيد من المياه العميقة الباردة نحو السطح، لذلك تعرف بفترة التبريد.
وتكون الظاهرتان المناخيتان متعاقبتان في إطار تذبذب طبيعي غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في شرق المحيط الهادي قريبا من مناطق خط الاستواء، وتتوسطهما فترة محايدة قصيرة.
وتتمثل أهم تأثيرات “النينيو” في زيادة وطأة الاحتباس الحراري في عدد من المناطق في العالم، كما يمكن لهذه الظاهرة أن تضيف 0.2 درجة مئوية للاحترار العالمي.
ومن المتوقع كذلك أن تشهد مناطق مختلفة من العالم تأثيرات متباينة بسبب ظاهرة “النينيو”، ففي أميركا الجنوبية التي تقع سواحلها على المحيط الهادي، ستزيد احتمالات حدوث موجات جفاف قد تحد من قدرة غابات الأمازون على امتصاص غازات ثاني أكسيد الكربون من الجو، وتفاقم الاحتباس الحراري.
وفي أستراليا، وبعد 3 سنوات من الهطول القياسي للأمطار، من المتوقع أن تعكس ظاهرة “النينيو” هذا الاتجاه بشكل جذري، لتصبح موجات الحرّ والجفاف أكثر تواترا، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع.
في المقابل، من المرجح أن ترتبط عودة “النينيو” بزيادة في تهاطل الأمطار في المناطق الجنوبية الغربية للولايات المتحدة التي تعاني من جفاف حاد منذ أكثر من 20 عاما، غير أن هذه الأمطار، من المرجح أن تكون غزيرة في هذه المناطق، وقد تتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية.
وأفاد الخبير في الشأن الفلاحي أنيس بن ريانة اليوم السبت 6 ماي 2023، بأنّ منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة عبّرت عن قلقها من إنعكاسات هذه الظاهرة خاصة وأنّ عديد المناطق في العالم تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وستؤثر الظاهرة المناخية على انتاج بعض المناطق مثل المناطق الشمالية في أمريكا الجنوبية المهددة بالجفاف.
ولفت بن ريانة خلال حضوره في برنامج اكسبراسو ويكاند إلى توجه “الفاو” إلى إتخاذ إجراءات مبكرة واستباقية في عدة بلدان منها بوركينافاسو ومالاوي ومدغشقر والفلبين وباكستان وأمريكا الوسطى، خاصة وأنّ 60 مليون شخص في 23 دولة تضرروا سنة 2015/2016.
وتقوم المنظمات العالمية بصدد رصد المخاطر، من جهة أخرى تم ربط ارتفاع درجات الحرارة القياسي والحرائق في الأمازون واندونيسيا بظاهرة “النينيو”.
وأفاد رئيس منظمة الأرصاد الجوية بأنه من الصعب التنبؤ بتأثير هذه الظاهرة أو فترة بقائها، فيما تظهر الآثار خاصة في العام الموالي أي سنة 2024.
*وكالات
Written by: waed