Express Radio Le programme encours
وأشار غازي معلّى المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي لدى حضوره في برنامج حديث الساعة، إلى أن السفير التونسي يمثل الدولة التونسية والشعب التونسي، ولا يمكن القبول باستقباله من طرف رئيس حكومة دولة شقيقة بحضور عسكريين، واعتبر أن تعمد نشر الصورة من طرف الحكومة الليبية فيه إهانة وتعمد للإهانة.
وأوضح أن هذه الصورة واللقاء فيه محاولة لتوجيه رسالة إلى تونس، خاصة مع انتشار مقطع فيديو ينسب لعنصر إرهابي يهدد تونس بالإرهاب، ومحاولة لإبراز الدور الذي تلعبه ليبيا في الحفاظ على أمن تونس واستقرارها.
وذكّر بتصريح الدبيبة سابقا حول أن مصدر الإرهاب في ليبيا هو التونسيون، وقال إنه لم يصدر بشأنه أي إعتذار رسمي.
وأشار إلى طلب سابق توجه به الدبيبة لرئيس الحكومة التونسية السابق هشام المشيشي لتحريك ملفات قضائية ورفع التجميد عن أموال بعض رجال الأعمال الليبيين، وهو ملف أراد الدبيبة استغلاله مع اقتراب الانتخابات الليبية إلا أن عدم قدرة المشيشي على تحريك ملفات قضائية وعدم خضوع القضاء للسلطة التنفيذية آنذاك على الأقل جعل من الدبيبة يختار أخذ خطوة إلى الوراء.
وأفاد بأن أموال بعض رؤوس الأموال الليبيين مجمدة منذ 2011 وبقرار من الأمم المتحدة، وأشار إلى أن ملفات أخرى لتجميد أموال يعود إلى سنة 2014.
وأوضح أن السلطة التونسية طلب من السلطات الليبية مدها بقائمة رؤوس الأموال التي لا تتعلق بها قضايا إلا أن السلطات الليبية لم تكن متعاونة مع تونس ولم تقدم أي وثيقة أو معلومة في الغرض.
وأكد أن حكومة فتحي باشاغا في ليبيا هي حكومة منتخبة من البرلمان، ولم يحسم الجدل السياسي الليبي في خصوص تسليم السلطة بين حكومتي الدبيبة وباشاغا، واعتبر أن الدبيبة يحاول قطع الطريق أمام حكومة باشاغا حتى لا تدخل طرابلس ولا تتسلم السلطة.
وأضاف أن كل ما يروج حول منع حكومة باشاغا من دخل تونس من طرف سلطات تونسية غير صحيح، وأن منعها تم من طرف جهات ليبية لتعود أدراجها بطريقة قانونية.
وأفاد بأن الدولة التونسية غير قادرة على مجاراة الملف الليبي بالكيفية المطلوبة وتجاوز الضعف الديبلوماسي الحاصل.
كما أشار إلى غياب أي معلومات دقيقة بشأن اللقاء الحاصل بين الدبيبة والسفير التونسي بحضور عسكري، واعتبر أن الزيارة الأخيرة التي أداها الدبيبة للجزائر تأتي في إطار البحث عن مزيد من الدعم، خاصة بعد تعبير رئيس الجمهورية الجزائري عن عدم اعترافه بحكومة باشاغا، وهو ما يجعل من الجزائر الحليف الأساسي لليبيا في المنطقة حسب اعتقاد الدبيبة.
وشدد على أن الدبيبة لا حليف له اليوم إلا الإمارات والجزائر، خاصة وأن تونس مازالت تحافظ على حيادها، وأكد أن تونس حافظت على تقاليدها في الحياد مع كل الأطراف الليبية طيلة 10 سنوات، رغم أنه ليس لبلادنا دور فعال في الملف الليبي.
وأوضح أن السلطة الليبية في إشارة لحكومة عبد الحميد الدبيبة ليس لها نية التعامل الإيجابي مع تونس وموقفها غير مفهوم من السلطات التونسية، وذكّر بموقف الحكومة التي سبقتها وهي حكومة فايز السراج التي لم تتردد في تقديم وديعة لتونس في الفترة الصعبة التي مرت بها.
وأكد أن البضاعة التونسية مازالت مطلوبة جدا في ليبيا وأن استهلاك الليبيين تونسي مائة بالمائة في المنتوجات الغذائية الأساسية، ولكن مجال الأعمال والمشاريع الكبرى يبقى مرتبطا فقط بالجانب السياسي لأن هذه المشاريع هي مشاريع دولة.
وأشار ضيف برنامج حديث الساعة إلى أنه لا يمكن أن نقبل بإهانة سفير تونس، وأضاف “يجب أن نضع حدا للإهانات الليبية المتكررة وغير المباشرة لتونس والتأكيد على سيادة بلادنا”.
Written by: Asma Mouaddeb