Express Radio Le programme encours
وقد تجمّع صباح اليوم، الإثنين 07 نوفمبر 2022، عدد كبير من أفراد عائلات المفقودين ومسانديهم من أبناء جرجيس بمقبرة حدائق إفريقيا وانطلقوا في فتح القبور عسى أن يتمكّنوا من التعرف على جثث الـ11 مفقودا من خلال ما تحمله من ملابس، غير مكترثين للتواجد الامني الكبير امام المقبرة او لدعوة مسؤول امني بعدم فتح القبور احتراما لحرمة الميت، لكن وجع الترقب اليائس ولامبالاة السلطة ودفع هؤلاء الاهالي الى الاقدام على ما قرروه دون تراجع، وفق ما أكّه عدد منهم لـ”وات”.
وجاء هذا التحرك بعد أن استنفذ أهالي المفقودين كل الطرق وكل تحركاتهم السلمية من مسيرات حاشدة آخرها مسيرة جمعة الغضب والاضراب العام والاعتصام المفتوح، ليتفقوا مساء امس الاحد على التصعيد والتوجه الى المقبرة بحثا على المفقودين، حسب قولهم.
وأضافوا ان مناخ الثقة قد فقد، وسيعولون على مجهوداتهم فقط للبحث عن ابنائهم بعد ان استكملوا جهود البحث في البحر، مصرين على فتح القبور واستكمال الـ28 قبرا الذين دعوا قاضي التحقيق المتعهد بالقضية بفتحها ولم يتم فتح سوى 11 قبرا منها، وفق تأكيدهم.
واعتبروا ان المسار القضائي لهذا الملف لا يسير بالنسق المطلوب وبالجدية اللازمة، ما جعله لا يتقدم في اتجاه بحث حقيقة اختفاء ابنائهم وحقيقة المتورطين في العملية.
وذكروا أن تلقي 3 عائلات اتصالات هاتفية، أمس وفتح هواتف 3 من المفقودين أمر يثير الشك ويبعث على الحيرة لدى هذه العائلات التي منذ 45 يوما من الحادثة طالبت من قاضي التحقيق طلب التساخير اللازمة للتثبت من هواتف المفقودين منذ البداية ومع فتح خطوط 3 منهم يتأكد اليوم ضرورة هذا الاجراء حسب رأيهم وهو ما أبلغوه الى المسؤول الامني الذي تواجد بمكان المقبرة وابلغهم ان وكيل الجمهورية في انتظار احد اعضاء هيئة الدفاع لطلب ذلك وهو ما دفعهم الى ايقاف عملية فتح القبور ودعوتهم قاضي التحقيق المتعهد بالقضية إلى القدوم على عين المكان من أجل إتمام فتح القبور التي يتوقع ان يكون بداخلها جثث المفقودين، وذلك بحضور الاهالي.
ورفض الاهالي المحتجون أية اذون باعادة فتح القبور وبالتعجيل بتحوّل الاطراف المتدخلة، القضائية والصحية، لفتح القبور والبقاء في المقبرة الى حين تلبية هذا المطلب، حسب قولهم.
هذا ويتواصل تواجد الاهالي بكثافة بمقبرة حدائق افريقيا التي تعرضت الى خلع ابواب عدد من غرفها ومنها غرفة الاموات ومكان اقامة الحارس والعبث بعدة محتويات.
وحسب رئيس جمعية البحار، شمس الدين بوراسين، فان جمعيته التي تبنت القضية منذ بدايتها سواء بالبحث عن المفقودين او تاطير التحركات، لم تعد مسؤولة على ما سيقع من تحركات وخطوات قادمة بعد ان خرجت الامور عن السيطرة، و التلويح بالنزول الى الشارع والتصعيد في قادم الأيام حسب ما رفعه أهالي المفقودين الى الجمعية.
واعتبر ان الجمعية استوفت صلوحيتها في هذه الفاجعة ومسؤوليتها في التاطير والاحاطة والتخطيط للمحافظة على مؤسسات الدولة وعلى سلمية التحرك، منبّها من حدة التحركات القادمة في ظلّ تجاهل المسؤولين وعدم تجاوب الدولة وغياب اية مؤسسات تحتوي هذا الاحتقان، وغياب تواصل في حجم هذه الفاجعة من اجل حل الاشكالات .
واكد بوراسين ان هذه الفاجعة تبقى قضية كل ابناء جرجيس وسيظلّ البحارة مع العائلات كمواطنين للتقدم نحو كشف الحقيقة والمحاسبة وتحميل المسؤوليات.
ومن جهته، استنكر الناشط المدني والباحث، علي كنيس، جفاء الحكومة وتجاهلها لمطالب أبناء جرجيس الذين تعاطوا بمفردهم وبمجهودات مواطنية فردية وجماعية مع هذه الفاجعة في ظل صمت رهيب لكل المسؤولين السياسيين، والتعامل معها من جانب أمني فقط.
وقال إن كل أشكال التصعيد واردة في المرحلة القادمة دون تراجع أو اكتراث لقمة الفرنكوفونية، مضيفا انه مثلما تشكل هذه القمة اولوية مسؤولي هذا البلد فان ابناء جرجيس المفقودين اولوية هذه المنطقة، مطالبا بالبحث عنهم ومحاسبة كل من قبر في الظلام وعلى غير وجه حق دون صفة قانونية، وفق تعبيره.
ومثلت مقبرة حدائق افريقيا بجرجيس احدى مجالات تحرك أهالي المفقودين والضحايا وخاصة بعد فتح الاهالي لقبور عثروا فيها على 4 من ابنائهم وفق ما أثبتته التحاليل الجينية ليتقرر في مرحلة ثانية فتح 11 قبرا آخر من جملة 28 قبرا طالب الاهالي بفتحها.
وفي مواصلة للتحرك التصعيدي أغلق عدد كبير من اهالي جرجيس منذ قليل مدخل الميناء التجاري يجرجيس وتوجهوا الى فضاء الانشطة الاقتصادية لغلقه الى جانب امكانية غلق شركة الاملاح ومنافذ جرجيس، وفق ما يتداوله المحتجون.
Written by: Rim Hasnaoui