وحضر استقبال نعوش “الشهداء” الملفوفة بالعلم الوطني حشد من حرس الشرف. ثم حملها جنود على سجادة حمراء وهم يضعون كمامات وعلى وقع صوت 21 طلقة مدفعية.
وانحنى الرئيس الجزائري أمام النعوش كل على حدة. وتلا إمام سورة الفاتحة قبل إلقاء قائد أركان الجيش سعيد شنقريحة كلمة جاء فيها “24 بطلا من أبطال المقاومة وهم دفعة أولى تنقلهم طائرة (…) من فرنسا حيث كانوا محجوزين”، مضيفا أنهم “أبطال المقاومة الشعبية يعودون إلى الأرض التي ضحوا من أجلها بحياتهم وبأرواحهم”.
وتابع أن هذه الأرواح “سرقها الاستعمار وهرّبها منذ أكثر من قرن ونصف قرن دون حياء ولا اعتبار ولا أخلاق وهو الوجه الحقيقي البشع للاستعمار”.
وقال “تمتزج في هذا اليوم مشاعر الألم والفرح، ونعيش لحظات تاريخية”. وستنقل النعوش إلى قصر الثقافة حيث ستكشف طوال يوم السبت.
وستدفن البقايا البشرية الأحد في يوم الاستقلال في ساحة الشهداء في مقبرة العلية في الجزائر. وتبقى قضية الذاكرة في صميم العلاقات المتقلبة بين الجزائر وفرنسا.
وصرحت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن “هذه اللفتة جزء من عملية صداقة والتئام كل الجراح عبر تاريخنا”. وأضافت “هذا هو معنى العمل الذي بدأه رئيس الجمهورية مع الجزائر والذي سيستمر مع احترام الجميع من أجل التوفيق بين ذاكرتي الشعبين الفرنسي والجزائري”.
والرفات القادمة من فرنسا عبارة عن جماجم. وطلبت الجزائر رسميا من فرنسا للمرة الأولى في جانفي 2018 إعادة الجماجم وسجلات من الأرشيف الاستعماري. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد تعهّد خلال زيارة للجزائر في ديسمبر 2017 بإعادة الرفات البشري الجزائري الموجود في متحف الإنسان التابع للمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي.