Express Radio Le programme encours
أكّد الأستاذ المحاضر بجامعة سوسة ومستشار لدى الهيئات محمد الكوني، أن ما عاشته تونس من أوضاع اجتماعية واقتصادية قبل الثورة ثم عدم الاسقرار السياسي والمؤسساتي بعدها، ساهم في تسارع وتيرة هجرة الكفاءات التونسية نحو بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية وبلدان الخليج.
وقال محمد الكوني في برنامج “ايكو ماغ” اليوم الجمعة 21 جوان 2024، إن ارتفاع نسب البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي وبعض الخدمات العمومية كالتعليم والصحة والنقل كلها عوامل شجعت على الهجرة، مبينا أن البحث عن عمل لم يعد السبب الرئيسي لهجرة الكفاءات بل البحث عن مستوى عيش أفضل لهم ولأبنائهم.
300 جامعي يغادرون تونس سنويا
وأشار إلى أنه وفقا لوكالة التعاون الفني، ففي الفترة من سنة 2013 إلى سنة 2023، يغادر تونس سنويا كمعدل 300 جامعي و150 طبيبا و150 مهندسا وهم من خيرة الكفاءات التونسية، مشيرا إلى وجود أكثر من 5 آلاف طبيب يمارسون الطب في فرنسا.
وبين محمد الكوني، أن من يغادر تونس ليس العاطلون عن العمل فقط بل من لهم وظائف عليا ودُخول (أجور) عليا.
ولفت إلى وجود كفاءات تقبل العمل في الخارج في مجالات لا تناسب مستواها العلمي لأنها تحصل على دخل أفضل من ممارسة مهتنها الأصلية في تونس اضافة إلى امتيازات أخرى يتحصلون عليها.
ودعا الأستاذ محمد الكوني، الدولة إلى العمل على تحسين المناخ العام في تونس والاشتغال على تقدير الكفاءات على غرار الصين والهند وكوريا الجنوبية الذين استطاعوا استرجاع كفاءاتهم في الخارج بتحفيزهم بأشياء رمزية وتقديرية، قائلا: “وهذا الأمر غائب في تونس بل إن سياستنا ما تزال تشجع على الهجرة”.
وأضاف الكوني أن رأس المال البشري لا يعوّض، إذ لا بد على تونس من انتهاج سياسة في تأصير الروابط مع المهاجرين ومحاولة الاتيان بهم وتشجيعهم على العودة وتحسين دخلهم ومحاولة الاستفادة من هذه الكفاءات العليا التي تعمل في أغلب دول العام المتقدمة، فضلا عن العمل على الحفاظ على رأس المال البشري الموجود بتحفيزه للبقاء في تونس.
العراقيل التي تعترض الكفاءات المهاجرة
وعن العراقيل التي تعترض الكفاءات المهاجرة قال الكوني “المهاجر لا يجد سجادا أحمر في انتظاره وعادة ما تعترضه جملة من المصاعب أولها البحث عن العمل وصعوبة إثبات الكفاءة خاصة في أمريكا الشمالية، كما أنهم لا يجدون نفس المعاملة مع نفس الكفاءة أصيلة البلد الذي هاجر إليه بالاضافة لصعوبة الاندماج لمن هاجر مع عائلته”.
وتعتبر فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا الشمالية (كندا)، وبلدان الخليج من أكثر البلدان التي تهاجر إليها الكفاءات التونسية، مبينا أن نسبة نمو الهجرة (من 2016 إلى 2023) تسارع بـ17.4 بالمائة لبدان أوروبا وبـ 12.97 بالمائة لأمريكا الشمالية وكندا و7.88 بالمائة نحو البلدان الافريقية.
ولفت إلى أن نسبة نمو الهجرة نحو بلدان الخليج العربي تعتبر ضئيلة جدا إذ لا تتجاوز 1 بالمائة رغم أنها من حيث أكبر البلدان التي تتركز بها الكفاءات التونسية.
Written by: Marwa Dridi