Express Radio Le programme encours
وأضاف رئيس الجمهورية قيس سعيد “لقد كانت الأشهر التي قضيتها بعد تولي المسؤولية مليئة بالألم والمرارة، كان الظلام سائدا في كل مكان وكانت الآلام تشتد يوما بعد يوما في كل أجزاء المجتمع وخاصة عنذ الفقراء الذين زاد تفقيرهم وتجويعهم والتنكيل بهم”.
وقال سعيد “كانت الجلسات والاجتماعات في البداية كانت بمثابة جلسات تعذيب، مضيفا “كنت أستمع إلى كل ما يقولونه وكانوا يعتقدون في المقابل أنهم قادرون على المناورة والكذب.. كانوا يعتقدون أنهم قادرون على فعل ما يريدون وجاءات الجائحة لتزيد الحياة مزيدا من الآلام وكان هناك من يتاجر بهذه الآلام حتى توليت الأمر بنفسي وبعد أن كات تونس على رأس قائمة الدول في الإصابات وفي عدد الوفيات في البلاد العربية وفي القارة الإفريقية تم الأخذ بزمام الأمور وجاءت التلقيحات.. وبفضل قواتنا المسلحة العسكرية والأمنية، حطمت تونس رقما قياسيا في العالم وتجاوزنا 50 ألف تلقيح في الساعة الواحدة”.
وقال سعيد إن قرارات 25 جويلية تم اتخاذها بسبب الجائحة التي جثمت على البلاد، منذ 14 جانفي 2011، حيث انطلقت الثورة يوم 17 ديسمبر 2010 وتم الالتفاف عليها يوم 14 جانفي 2011.
واعتبر أن البلاد عرفت “سنوات جمر في كل المرافق في الأمن ومكافحة الارهاب وغلاء الأسعار وانتشار الفساد والافلات من العقاب وغيرها من الظواهر التي كان الهدف منها التنكيل بالشعب، وإسقاط الدولة التونسية.. فضلا عن إشاعة الأكاذيب والسب والشتم والقذف وما شابه ذلك من سقوط أخلاقي غير مألوف”.
وقال سعيّد “كانت الآمال كبيرة في تلك الأيام التاريخية انطلاقا من 17 ديسمبر 2010 فصار للأسف اليأس أكبر، “أرادوا زرع اليأس والاحباط في نفوس كل التونسيين” ولكن كان العمل مستمرا في المقابل لحل الاشكالات الفردية والجماعية ولتذليل كافة العقبات وكانت التدخلات تقع في منتصف الليل أو في الفجر لتوفير الأكسيجين أو بعض المعدات الطبية.
وأضاف “كنت أتلقى مكالمات هاتفية من عدد من الأشخاص يطالبون فيها بالتدخل لفائدتهم نظرا لفقدان الأكسيجين، وكنت أتدخل لتوفير الأكسيجين ونقله من مكان لأخر وكان من المفترض أن يقوم بهذا العمل الطرف المسؤول على ذلك”.
وشدد سعيد “هناك جهات سعت للحصول على الأموال لصالحها وتهريبها للخارج وقامت بالتخابر مع دول أجنبية وبيع ذممهم إلى قوى خارجية”.
وأكد أن تونس دولة ذات سيادة والشعب فيها هو صاحب السيادة.. فليست قطعة أرض مهجورة وليس هناك ترتيب تفاضلي للدول، وكل قرار يجب أن يكون معبرا عن إرادة صاحب السيادة، وإن لم يكن الشعب قادرا على التعبير على سيادته في الشرعية المزعومة فله الحق في شرعية مشروعة قادرة على تحقيق مطالبه في العدل والحرية والكرامة”.
وأضاف رئيس الجمهورية “لا أذيع سرا هناك من تدخل في الخارج حتى لا تتم مساعدة تونس، وأنه حاول التحدث معهم ولكن “لا حياة لمن تنادي ولا وطنية لمن تنادي..”.
وشدد سعيّد على أن “الأمر لم يعد مقبولا على أي مقياس من المقاييس.. خطر داهم وخطر جاثم وخطر قادم ومضت الأسابيع بعد 25 جويلية الماضي وكان يمكن الإعلان عن حكومة جديدة في ظرف أيام وساعات ولكنني فضلت أن أتحقق بنفسي من أن لا يكون أي عضو تابع لأي طرف أو تشوبه شائبة”.
وأضاف سعيد “تركت الوقت حتى تصير عملية الفرز التاريخي الحقيقي.. من صفق للـ 25 جويلية ولم يجد حظه في الأيام بعدها صار يندد بهذه الإجراءات،.. فليعلموا أن التاريخ والشعب لفظهم، كانوا يعتقدون أنني سأوزع المناصب والحقائب ولكن حين يئسوا انقلبوا على أعقابهم خاسئين”.
وقال رئيس الجمهورية قيس سعيد “بعضهم زعموا في الأيام الأخيرة أنهم ساهموا في اتخاذ التدابير الاستثنائية فشكرا لهم على مساهمتهم وعلى ادعائهم وكذبهم لأنهم لو كانوا صادقين فلماذا تغيرت موافقهم فقدوا الأمل في المناصب وأصبحوا دعاة لما يسمونه بالانقلاب فعن أي انقلاب يتحدثون، ويدعون أنه تم الحد من الحريات، إنني اتخذت القرار بمفردي ولوحدي بعد استشارة من تمت استشارته”.
وأضاف قيس سعيد في إشارة إلى قرارات 25 جويلية “اتخذت هذا القرار لأن الوضع اقتضاه ولأن المسؤولية اقتضته للحفاظ على الوطن ثم لوضع حد لنهب مقدرات الشعب.. اتخذت القرار الذي كان علي أن اتخذه لأنني لن أترك وطني فريسة للوحوش وللكواسر”.
اقرأ أيضا: رئيس الجمهورية يعلن تنظيم انتخابات تشريعية يوم 17 ديسمبر 2022
Written by: Asma Mouaddeb