قيس سعيّد حول ملف الهجرة: “لا يمكن أن نكون حُراسا لدولهم”

أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم السبت 10 جوان 2023، خلال زيارة غير معلنة أداها إلى ولاية صفاقس، أنه تحول للنظر في الأوضاع المتعلقة بمسألة الهجرة غير النظامية، قائلا “نحن لا نقبل بأن يُعامل أي شخص معاملة غير إنسانية ونعمل على أن يكون كل من يفد إلى تونس في وضعية قانونية.

وأضاف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، “هؤلاء ضحايا نظام عالمي للأسف يتعامل معهم لا كذوات بشرية ولكن مجرد أرقام، ولا يمكن أيضا أن نقوم بالدور الذي يفصح عنه البعض ويخفيه البعض الآخر بأن نكون حراسا لدولهم”.

وتابع سعيّد “الحل لا يمكن أن يكون إلا إنسانيا وجماعيا ولكن في ظل قانون الدولة”، وأضاف أن “الأفارقة أشقاؤنا، والشعب التونسي يؤثر على نفسه حتى خلال جائحة كورونا ووفر لهم إحاطة كبيرة ولكن هذا لاوضع الذي تعيشه تونس ولم تعشه من قبل هو وضع غير طبيعي ولا بدّ أن نضع حدا لهذه الأوضاع غير الإنسانية”.

وأضاف أن الاحصائيات أيضا مغلوطة التي تتحدث عن وفود حوالي 10 آلاف شخص من الأفارقة جنوبي الصحراء،على تونس، مشيرا إلى أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير، حيث يتوافدون على عدة مدن وأساسا صفاقس.

وقال قيس سعيّد “المهاجرون الأفارقة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. هل يقبل هؤلاء الذين يدعون حقوق الإنسان بأن يكون إنسان في هذه الحالة مع رضيع؟”.

وشدد على أن تونس قادرة على تقديم دروس في الإنسانية لمن لا إنسانية لهم، في إشارة إلى شبكات الإتجار بالبشر، مضيفا “ولكن لا بدّ أن يحترم الجميع قوانين الدولة التونسية وسيادتها”.

وأوضح أن الدولة ستحميهم ولن تقبل بأي اعتداء عليهم ولكن يجب أن تكون وضعيتهم قانونية.

“دولة فقيرة في بلاد ثرية، هذا وضعنا ولا يمكن أن يستمر”

واعتبر أن ملف الهجرة غير النظامية هو أحد التحديات الكثيرة التي تواجهها الدولة إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية، مضيفا “هناك من مازال يعتقد أنه يمكن ان يعود إلى الوراء ويمكن أن يسيطر على أجهزة الدولة لتفجيرها من الداخل.. هذا دأبهم، في كثير من الدول ولكن الدولة التونسية قوية بمؤسساتها وبشعبها”.

وشدد رئيس الجمهورية قيس سعيّد “لا بدّ أن نعول على أنفسنا قبل أن نعول على أي أحد من الخارج، ولدينا من الامكانيات والثروات البشرية والطبيعية الكثير.. دولة فقيرة في بلاد ثرية، هذا وضعنا ولا يمكن أن يستمر على هذا النحو”.

ودعا سعيد إلى ضرروة تحقيق العدالة الاجتماعية وفرض القانون على الجميع، مشيرا إلى أن كل المتقاضين متساوون أمام القانون، وأضاف “الماضي لن يعود أبدا والتونسيون اختاروا نهجهم”.

وقال إنه “آن الأوان لنضع حدا لمن يتخفون وراء الستار ولهم امتدادت في عدد من الإدارات ويريدون التنكيل بالشعب التونسي وضرب الدولة في وجودها”.

ويشار إلى أن رئيس الجمهورية تحول، في مستهل زيارته إلى ولاية صفاقس، إلى منطقة باب الجبلي بالمدينة العتيقة بصفاقس، حيث اطلع على وضعية عدد من المهاجرين غير النظاميين من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وتحول سعيّد إثر ذلك الى مقر الولاية، أين التقى المعتمد الأول المكلف بتسيير ولاية صفاقس وبعدد من المسؤولين الجهويين، كما التقى عددا من المواطنين الذين تجمعوا أمام مقر الولاية مطالبين بتعيين وال للجهة، على إثر قرار رئيس الدولة إنهاء مهام فاخر الفخفاخ على رأس ولاية صفاقس يوم 6 جانفي الفارط.