Express Radio Le programme encours
وأضاف قيس سعيّد أنه “على من لم يحالفه النجاح التحلي بعزيمة فولاذية بعد قراءة تقييمية لمعرفة أسباب الإخفاق”.
وأكد مجددا أن “الثروة الحقيقية التي لن تنضب هي ثرواتنا البشرية، ومن دواعي الاعتزاز أن عديد الكفاءات التونسية في كافة الاختصاصات تسعى عديد الدول حتى تلك الأكثر تقدما إلى استقطابها، وهو ما يقتضي إيجاد الوسائل لاستفادة بلادنا”.
وأضاف أن “علمائنا وخيرة شبابنا لا يمكن تقويمهم بالعملات الأجنبية.. ولا تقدر قيمتهم لا بالأورو ولا بالدينار، فمن يُقرض من؟ هل نحن من نقرض دون فوائد بنكية وخدمة دين أم هم المقروضون؟”.
واعتبر أن “هذا الاعتزاز بثرواتنا البشرية لا يجب أن يحجب عديد المشاكل والصعوبات التي يواجهها قطاع التربية والتعليم، مشاكل في البنية التحتية ومناهج التعليم وأخرى تتصل بالانقطاع المبكر عن الدراسة وغيرها، حتى ارتفعت نسبة الأمية إلى ما يناهز المليوني شخص”.
وتابع قيس سعيّد “إنه وضع غير مقبول، على أي مقياس من المقاييس ولا يمكن أن يستمر في دولة تخرج من جوامعها كبار العلماء، وأنشأت فيها المدرسة الحربية في باردو الخلدونية والمعهد الصادقي والعلوي، خاصة وأن بلادنا راهنت على التعليم بعد استقلالها وخصصت ثلث ميزانيتها لقطاع التعليم”.
وقال سعيّد “للأسف تسللت السياسة لا للارتقاء بالتعليم ولكن لخلق توازنات سياسية داخل المجتمع منذ السنوات السبعين من القرن الماضي، فحذفت عديد المحاور في عدد من المواد وتتالت عمليات الإصلاح غير البريء، وكأن الناشئة حقل يفعل فيه كل مسؤول ما يشاء”.
وأضاف رئيس الجمهورية قيس سعيّد “إن من أبشع الجرائم التي ارتكبت في حق الوطن وشعبه هي ضرب المرفق العمومي للتعليم وليست هناك حاجة إلى احصائيات من مؤسسات البحث والإحصاء لمعرفة خريطة الفقر في تونس، إذ يكفي النظر في نسب النجاح في الامتحانات الوطنية ونسبة النجاح في الالتحاق بالمعاهد النموذجية”.
وأكد سعيّد “إن التعليم حق للجميع كالماء والهواء، ولكن لا يكفي التنصيص على هذا الحق في النصوص القانونية والبيانات بل يجب توفير الشروط المادية التي تكفل للجميع هذا الحق في حيز الواقع والفعل”.
وأشار إلى أنه تم إنشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم لهذه الأسباب، وستنطلق الإستشارة الوطنية التي تم الإعلان عنها منذ مدة يوم 15 من شهر سبتمبر القادم، ليتم إثرها وضع النص القانوني لهذه المؤسسة الدستورية الجديدة”.
وتابع سعيّد “نقيض العلم كما هو متعارف عليه هو الجهل، ولكن الجهل ليس فقط عدم القدرة على القراءة والكتابة”، مشيرا إلى أن “أخطر أنواع الجهل هو غياب العقل والتفكير”.
وأضاف “أن الأمر لا يتعلق بالبرامج ومناهج التعليم فحسب بل يتصل وفي المقام الأول بالمعلمين والأساتذة على اختلاف رتبهم واختصاصاتهم”.
وأشار سعيّد “لا يمكن القبول في المستقبل بما حصل في السنوات الماضية من حجب للأعداد، لا يمكن القبول بأن يتحول من أنتم مؤتمنون عليهم إلى رهائن”.
وأضاف سعيّد بأن “ما يوصف بأنه ذكاء اصطناعي هو من قبيل الأسلحة ذاتية التشغيل”، واعتبر أنه “خاطر داهم ومُهدد للانسانية جمعاء”.
وقال سعيّد “شمروا أيها التونسيون والتونسيات على سواعدكم وعولوا على ذكائكم وعلى أنفسكم فالأوطان لا تُبنى إلا بالفكر الحر لأبنائها وبناتها وبسواعد رجالها ونسائها”.
Written by: Asma Mouaddeb