Express Radio Le programme encours
أعلنت شركة “مودرنا” (Moderna)، الاثنين، أن لقاحها التجريبي للوقاية من كوفيد-19 فعال بنسبة 94.5%.
أصبحت مودرنا ثاني شركة أدوية أميركية تعلن عن نتائج تتجاوز التوقعات بكثير خلال أسبوع، بعد أن أعلن تحالف شركتي “فايزر” (Pfizer) الأميركية و”بيونتيك” (BioNTech) الألمانية، الأسبوع الماضي، أن لقاحه التجريبي المضاد لكوفيد-19 أثبت فعالية بنسبة 90% في منع الإصابة بالفيروس الفتاك.
يتكون لقاح شركة مودرنا من نسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى “الحمض النووي الريبوزي المرسال” (messenger RNA) أو “إم آر إن إيه” (mRNA)، لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج العديد من نسخ جزء من الفيروس، تطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة، وتحفزه على الهجوم في حالة محاولة الفيروس الحقيقي للغزو.
ويعطى اللقاح على جرعتين تفصلهما 4 أسابيع. ويجب نقله في درجة حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر (مقابل 70 درجة مئوية تحت الصفر للقاح فايزر) على أن يخزن لاحقا في ثلاجة (2 إلى 8 درجات مئوية) لمدة 30 يوما.
يختبر الباحثون اللقاحات عن طريق تلقيح بعض المشاركين في الدراسة وإعطاء الآخرين دواء وهميا، ثم مراقبة المجموعتين لمعرفة عدد الأشخاص، الذين أصيبوا بالمرض.
ووفقالتقرير “نيويورك تايمز” (New York Times)، أعلنت شركة مودرنا في 22 أكتوبر أنها أكملت التسجيل في دراستها، التي ضمت 30 ألف شخص، وأن 25 ألفا و650 مشاركا قد تلقوا بالفعل جرعتين من اللقاح.
وأعطي نصف المشاركين اللقاح التجريبي ونصفهم حقنة وهمية من الماء المالح، ولم يعرف المرضى ولا أطباؤهم أيهم تلقى اللقاح، ويتطلب لقاح مودرنا 4 أسابيع بين الحقنتين.
وأصيب 95 شخصا بفيروس كورونا: 5 تم تطعيمهم، و90 تلقوا حقنا وهميا من المياه المالحة. إحصائيا، كان الفرق بين المجموعتين ذا دلالة إحصائية. ومن بين 95 حالة، تم تسجيل 11 حالة شديدة، جميعها في مجموعة الدواء الوهمي.
وتم تحليل النتائج من قبل لجنة مستقلة لمراقبة سلامة البيانات، عينتها المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.
وإذا ثبت مستوى الفعالية هذا نفسه لدى السكان بصورة إجمالية، فسيكون هذا أحد اللقاحات الأكثر فعالية في العالم، شبيها باللقاح ضد الحصبة الفعال بنسبة 97% على جرعتين، وفق المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وعلى سبيل المقارنة، تراوحت فعالية اللقاحات ضد الإنفلونزا بين 19% و60% في المواسم العشرة الأخيرة في الولايات المتحدة، بحسب المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وبلغت فعالية لقاح شركة فايزر لفيروس كورونا نسبة 90% أما اللقاح الروسي “سبوتنيك في” (Sputnik V)، فوصلت نسبة فعاليته إلى 92%، وفق ما أظهرت نتائج أولية نشرت الأسبوع الماضي.
ومن المزايا الرئيسية للقاح مودرنا التالي:
ويتعين شحن لقاح شركة فايرز وتخزينه في درجة حرارة 70 مئوية تحت الصفر، وهي درجة الحرارة المعتادة في فصل الشتاء بالقطب الجنوبي، وفي درجات حرارة المبرد العادية، يمكن تخزينه لمدة تصل إلى 5 أيام.
وقال الدكتور ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت، إن السهولة النسبية للتعامل مع لقاح مودرنا ستمنحه ميزة كبيرة.
لقاح مودرنا يمكنه الوقاية من الإصابة الشديدة بكوفيد-19، وهو أمر لم يحسم بعد بالنسبة للقاح فايزر، ومن بين 95 إصابة في تجربة مودرنا، كانت هناك 11 إصابة شديدة بالفيروس، وجميعها من الذين تلقوا اللقاح الوهمي.
وقالت ناتالي إي دين، عالمة الإحصاء الحيوي بجامعة فلوريدا، -وفق ما نقلت نيويورك تايمز- إن النتيجة المهمة هي أن اللقاح بدا أنه يمنع الأشكال الشديدة من المرض.
وقالت مودرنا إن أغلب الأعراض الجانبية كانت من متوسطة إلى بسيطة، وإن نسبة من المتطوعين شعروا بأوجاع أكثر شدة بعد أخذ الجرعة الثانية منهم 10% عانوا من حالات إعياء كافية لتعطيل أنشطتهم اليومية، و9% عانوا من أوجاع شديدة بالجسم، وذكرت أن معظم هذه الشكاوى لم تدم طويلا.
وقال بيتر أوبنشو، أستاذ الطب التجريبي في جامعة إمبريال كوليدج في لندن، “هذه الآثار هي ما نتوقعه من لقاح فعال ويحقق استجابة مناعية جيدة”.
ولم تشمل دراسة مودرنا الأطفال، وقال د. تال زكس، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة، إن الشركة تعتزم اختبارها في الأشهر المقبلة، بدءا من المراهقين.
هذا ولا نعرف بعد مدة الحماية التي يمنحها لقاح مودرنا، ووحده الوقت كفيل بكشف هذا الأمر.
مودرنا -التي تلقت أموالا عامة أميركية بقيمة 2.5 مليار دولار- وعدت الحكومة الأميركية بتأمين 100 مليون جرعة منها 15 مليونا قبل نهاية ديسمبر.
كما تنوي إنتاج بين 500 مليون ومليار في 2021 بفضل مواقع إنتاج وشركاء صناعيين في الولايات المتحدة وسويسرا وإسبانيا.
من جهته رحب مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية، الطبيب أنطوني فاوتشي، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، بإعلان شركة مودرنا الأميركية.
وقال فاوتشي، عضو الخلية الرئاسية لمكافحة فيروس كورونا والشخصية المحترمة جدا في الولايات المتحدة على صعيد التصدي للجائحة، إن “فكرة امتلاكنا لقاحا فعالا بنسبة 94.5% رائعة بشكل مذهل”.
وأضاف “هذه نتيجة مذهلة حقا، لا أعتقد أن أحدا كان يتوقع أن تكون جيدة إلى هذا الحد”.
ووفقا لفاوتشي، فإن “الكثير من الناس كانت لديهم تحفظات” على هذه التكنولوجيا “التي لم تكن قد اختبرت بعد وأثبتت فعاليتها”، مشيرا إلى أن “البعض حتى انتقدونا على ذلك”.
وأضاف “أعتقد أنه عندما يكون لديك لقاحان مثل هذين اللقاحين اللذين أثبتا فعاليتهما بنسبة تزيد عن 90%” لا تعود التكنولوجيا مضطرة “لأن تقدم مزيدا من الإثباتات”.
غير أن الطبيب المرموق حذر من أنه “ما يزال هناك طريق طويل أمامنا لنقطعه”، مشيرا بالخصوص إلى الصعوبات اللوجستية التي تعترض عملية نقل جرعات اللقاح، ومبديا قلقه العميق من الثقافة المناهضة للقاحات، التي تسود في أوساط شريحة واسعة من الأميركيين.
وقال “هناك شعور واسع مناهض للقاحات في هذا البلد، يجب أن نكون قادرين على التغلب عليه، وإقناع الناس بالتطعيم، إذ لا نفع لأي لقاح عالي الفعالية إذا لم يتم تطعيم أحد به”.
وإذا صادقت الوكالة الأميركية للغذاء والدواء على اللقاح، فإن سرعة تطويره ستشكل إنجازا علميا، إذ ستكون استغرقت أقل من عام من وقت الظهور المرجح للفيروس في الصين.
Written by: Islam