Express Radio Le programme encours
قبالة مبنى السفارة الإيطالية بتونس تجمع، صباح اليوم الخميس، عدد من عائلات شبان غادوا تونس عبر البحر في رحلات غير نظامية باتجاه السواحل الإيطالية بحثا عن فرص العمل والاستقرار، مطالبين بالكشف عن مصير أبنائهم بعدما تحولت رحلة أملهم المنشود إلى لغز غامض.
وقد علت وجوه أهالي المفقودين وأغلبهم من النساء، علامات الحيرة والشوق، رافعين صور أبنائهم الشبان المفقودين، هاتفين بعبارات تطالب السفارة الإيطالية بالتجاوب مع مطالبهم الإنسانية.
ومن بين هؤلاء المعتصمين تبدو هناء النموشي، امرأة ستينية، واهنة فقد أنهكها تعب التنقل من بنزرت إلى العاصمة تونس للمشاركة في الوقفة. وبصوت حزين قالت ل(وات) “هاجر ابني رفقة مجموعة من الشبان في رحلة لإيطاليا قبل 9 أشهر ورغم ورود معلومات عن وصولهم إلى هناك فقد انقطع الاتصال به”.
وأكدت هذه المرأة أن السلطات الإيطالية أعادت إلى تونس خمسة جثث من نفس تلك المجموعة ليتم دفنها في شهر جوان الماضي في تونس.
ورغم أن ابنها لم يكن من بينهم لم تتمكن هذه المرأة من معرفة مصيره إن كان حيا أو مسجونا في إيطاليا رغم إرسال التحليل الجيني وبصماته للسلطات الإيطالية، ورغم طرق جميع أبواب السلطات التونسية الإيطالية، وفق قولها.
بدوره قال مكرم القبطني والد الشاب آدم وهو من المفقودين، ل(وات) إن أخباره انقطعت رغم اتصاله به بعد القبض عليه من قبل السلطات الإيطالية مع مجموعة من المهاجرين التونسيين، داعيا السلطات التونسية للضغط أكثر على السلطات الإيطالية للكشف عن مصيره الغامض.
أبناء مفقودون منذ 2011
وشاركت في هذه الوقفة أمهات فقدن ابنائهن في رحلات غير نظامية منذ سنة 2011. وقالت جميلة سعيدان إحدى هؤلاء الأمهات ل(وات) إنه لم يعد يغمض لها جفن منذ فقدان ابنها في رحلة غير نظامية إلى إيطاليا. تمر على المرأة الأيام وهي تحتضن هاتفها بلهفة، متعلقة بأي خبرأو اتصال قد يحمل إليها بصيص أمل. لكن مع ذلك اكتسح الإحباط قلبها بسبب تهميش مطالبها بالكشف عن مصيره من قبل السلطات الإيطالية، وفق قولها.
ودعت إلى هذه الوقفة جمعية الأرض للجميع (غير الحكومية) التي تأسست بهدف دعم حقوق المهاجرين ومساعدة العائلات التونسية التي فقدت الاتصال بأبنائها خلال رحلات الهجرة غير النظامية إلى أوروبا وتعمل على التنسيق مع السلطات التونسية والإيطالية للبحث عن المفقودين وتقديم معلومات حول مصيرهم.
لم يكن عدد العائلات كبيرا خلال هذه الوقفة والسبب بحسب رئيس جمعية الأرض للجميع عماد السلطاني هو “فقدانها الأمل في السلطات التونسية والإيطالية في تقديم أي معلومات تخص مصير أبنائها بسبب تهميش مطالبهم”، وفق ما أكده ل(وات).
ويضيف “رغم تعدد الوقفات والاعتصامات أمام السفارة الإيطالية أو وزارة الخارجية التونسية لهؤلاء العائلات للمطالبة بمعلومات عن مصير أبنائهم إلا أن الرد هو لا إجابة”، مشيرا إلى أن هذه الوقفة تأتي للفت انتباه رئاسة الجمهورية وكل السلطات التونسية والإيطالية للاستجابة لمطالب عائلات المفقودين.
وأشار السلطاني إلى إحداث لجنة تحقيق تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية التونسية في سنة 2015 للكشف عن مصير المفقودين الذين وصلوا السواحل الإيطالية، لكن رغم إرسال التحليل الجيني والبصمات وشهادات عائلاتهم وعديد الوثائق للسلطات الإيطالية إلا أن هذه الأخيرة “لم تتجاوب مع ملف المفقودين”.
وحول عدد المفقودين المحتملين، يقول رئيس جمعية الأرض للجميع إن آخر رقم بشأنهم قدمته لجنة التحقيق سنة 2017 في حدود يصل إلى 500 شخص، مؤكدا أن اللجنة لم تعد تجتمع منذ ذلك الوقت ولا يعرف بالتحديد عدد المفقودين حاليا رغم أن اتصالات عائلاتهم بالجمعية يعد بالمئات، بحسب قوله.
وتأت هذه الوقفة الاحتجاجية في وقت تزايدت فيه أعداد القوارب التي تبحر بشكل غير نظامي من سواحل تونس باتجاه إيطاليا في السنوات الأخيرة.
وات
Written by: Safia Mharrer