نظمت جمعية الموسم الأزرق الدورة السادسة من المنتدى العالمي للبحر تحت عنوان “المحيط والبحر الأبيض المتوسط: في عصر الغليان المناخي ؟ ” وذلك بحضور عدّة دول وشخصيات مهتمّة بأفق المحيط لسنة 2050.
ويعتبر المنتدى هو اللقاء الدولي الأول المخصص لقضايا المحيطات والذي يجتمع بعد موجة الحر الصيفية القياسيّة في البحر الأبيض المتوسط.
ويذكر أن فعاليات المنتدى هي فرصة لمناقشة الأوضاع البيئية في المحيطات واقتراح الحلول والتوصيات من مختلف الخبراء وذلك بهدف تطوير الاقتصاد الأزرق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
كما كانت الدورة السادسة فرصة للحديث عن دولة ليبيا المجاورة لتونس والتي تعرضت منذ أيام قليلة لعاصفة “دانيال” وذلك بعد أن ضربت اليونان وبلغاريا وتركيا حيث عبرت هذه العاصفة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، قالت ر
يمة بن زينة، رئيس جمعية الموسم الأزرق، إنه ” من أهم النقاط التي تميز المنتدى هو جمع خبراء دوليين لمناقشة قضايا بيئية و الخروج بتوصيات يمكن تطبيقها مستقبلا”.
وأضافت أن “اختيار موضوع المحيط مرتبط بما عشناه من ارتفاع قياسي للحرارة في صائفة 2023”.
وخلال اختتامها لفعاليات المنتدى، أفادت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي أن ” هناك تلوث يمسّ البحر الأبيض المتوسط و هو متأت من الأرض على غرار البلاستيك حيث تحاول تونس الحدّ من هذا التلوث بسنّ قوانين”.
وتابعت قائلة ” الثقافة البيئية هي جزء من الثقافة العامة ولذا يجب علينا جميعا تعليم هذه الثقافة لأبنائنا مع الالتزام بها في نفس الوقت”.
وأردفت الوزيرة القول بأن ” من بين التوصيات المتفق عليها في نهاية المنتدى هو التعاون بين البلدان لحماية البحر والمحيط”.
ومن خلال المنتدى، قامت مجموعة الخبراء الدوليين “ocean 2050″، وهو مركز أبحاث مهتم بالقضايا البحريّة، وبمشاركة حوالي 40 خبير، بتقديم توصيات وحلول مبتكرة للمساهمة في قضايا المحيطات والتحذير من العواقب المدمرة للمناخ في علاقة بالمحيط.
من جهته، قال ميكا ميراد، أستاذ مختص في القضايا الجيوسياسية للهيدروجين ، إنه ” من بين التوصيات المزمع تنفيذها هو إشراك تونس والشركاء الأوروبيين في حوكمة جديدة لتطوير النظام البيئي بحيث تكون البحار والمحيطات في قلب السياسات العامة للدول وكذلك تعزيز قدرات تمويل المشاريع المتعلّقة بالمناخ”.
وأردف القول بأنه ” من بين التوصيات الأخرى هو الاستثمار في مشاريع البنية التحتية الثقيلة مثل الموانئ و مشاريع الطاقات المتجدّدة والهيدروجين”.
هذا واعتبر أحمد غديرة ، رئيس جمعيّة أزرقنا الكبير، أن ” تونس ليست من البلدان المتسبّبة في التغيرات المناخيّة مضيفا أن المناطق الكيميائية بقابس هي الملوثة لجزء من البحر الأبيض المتوسط”.
وأوضح غديرة أن ” متساكني ولاية قابس يعانون من عدّة أمراض، كما أن هذه الولاية تسجّل نسب عالية في الاصابة بمرض السرطان”.
وكشف أنه تم مؤخرا القيام بدراسة حول الميكرو بلاستيك المتواجد في البحر حيث تبيّن أن ” الإنسان يتناول سنويا ما يعادل حجم بطاقة بنكيّة من البلاستيك وذلك عن طريق السمك والدواجن”.
زيادة على ذلك، استحسن غديرة قرار الدولة بمنع الأكياس البلاستيكية من الفضاءات التجاريّة و “لكن لا زال ينقص المواطن التونسي الوعي في علاقة بالنظافة وحماية البيئة”.
وتجدر الإشارة إلى أنه من المنتظر أن يتم تنظيم النسخة القادمة من المنتدى العالمي للبحر بولاية قابس.
رانيا رزيق