محسن حسن: الأولوية هي إصلاح منظومات الإنتاج وليس منظومة الدعم

قال وزير التجارة الأسبق محسن حسن اليوم الخميس 19 جانفي 2023 إنّ “الظرفية الحالية ليست المثلى لإصلاح منظومة الدعم في ظل التردي الكبير للمقدرة الشرائية وإرتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 21.5 بالمائة إضافة إلى زيادة نسب البطالة”.

واعتبر محسن حسن خلال حضوره في برنامج لكسبراس أنّ إصلاح منظومة الدعم يمكن أن يكون ناجحا في حال تبعته بالتوازي إجراءات ضرورية، مشددا على أنّ الأولوية في الإصلاحات الآن ليس إصلاح منظومة الدعم وإنما إصلاح آلة الإنتاج والمنظومات الإنتاجية”.

وأكّد الوزير الأسبق على ضرورة توفير العرض الداخلي وهو ما يتطلب إعادة النظر في سياسة المنظومات الإنتجاية عموما والمنظومات الفلاحية، مبينا أنّ الإصلاح الأكبر والأعمق والذي يجب التسريع فيه هو إصلاح منظومة الحليب واللحوم والبيض والحبوب وغيرها، مشددا على ضرورة إقرار إجراءات وسياسة لدعم الأمن الغذائي.

واعتبر محسن حسن أنّه “لا يمكن إستيراد الزيت النباتي المدعم أو الحبوب أو الأدوية في حال لم يتم إصلاح وضعيات المؤسسات العمومية المكلفة بالشراءات وهي ديوان الحبوب وديوان التجارة وديوان الزيت والصيدلية المركزية، يجب أن يقع دعمها وتوفير التمويلات اللازمة وأن تفي الحكومة بتعهداتها تجاهها”.

وتحدث ضيف برنامج لكسبراس عن الزيادة في الأسعار الناتجة عن إصلاح منظومة الدعم، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى تراجع المقدرة الشرائية بما لا يقل عن 10 بالمائة،  ويمكن أن يتسبب في مشاكل إجتماعية وتكون بذلك النتيجة عكسية.

وأوضح حسن أنّ ارتفاع مستوى الفقر يجب أن يؤدي بالضرورة إلى إرتفاع قيمة التحويلات المالية الضرورية، حيث تطالب المؤسسات المالية العالمية وكل شركاء تونس بالترفيع في مستوى حجم التحويلات المالية للعائلات المعوزة ومحدودة الدخل.

واعتبر وزير التجارة الأسبق أنه “لا وجود لشفافية في التعامل مع المسائل الحساسة والإصلاحات”، ومن المفروض أن تعلن الحكومة عن المبالغ التي سيتم تقليصها من نفقات الدعم والمواد التي ستشملها وماهو حجم التحويلات النقدية وكيفية احتسابها للفرد الواحد والإنتفاع بها”.

وجدّد دعوته للحكومة لأن تكون أكثر شفافية، حيث اعتبر أنّ عديد الأرقام التي تتعلق بالمؤسسات العمومية ليست واضحة وفيها غموض، كما هو الحال بالنسبة للاصلاح الجبائي والسوق الموازية، وتابع “لا بد من التعاطي معها بأكثر جدية”.