محمد ترجمان: “مستوى التكوين الجامعي ضعيف جدا، والكفاءات أصبحت نادرة”

أفاد الأستاذ الجامعي محمد ترجمان بأن عديد الطلبة يُقبلون على التعليم العالي ويتمكنون من النجاح دون تحصيل مستوى علمي جيّد، معتبرا أن سوق الشغل لا يحتاج لكل هذا الكم من المتخرجين وإنما يحتاج إلى جودة التحصيل العلمي وجودة التكوين الجامعي.

واعتبر الأستاذ الجامعي محمد ترجمان لدى حضوره اليوم الثلاثاء 28 سبتمبر 2021 في برنامج إيكوماغ أن آخر وزير قام بإدخال إصلاحات على منظومة التعليم العالي هو محمد الشرفي الذي تولى المنصب على رأس الوزارة بين 1989 و1994، لأنه كان يحمل رؤية على عكس كل الوزراء المتعاقبين من بعده.

وأضاف أن سياسة الدولة منذ أواخر الثمانينات توجهت نحو الرفع من أعداد الناجحين في الجامعات، والذي لم يكن يتجاوز 20 بالمائة من أعداد المزاولين لتعليمهم في الجامعات التونسية، وجاء هذا التوجه بالنظر لحجم النفقات التي تضخها الدولة في منظومة التعليم العالي.

واعتبر ضيف برنامج ايكوماغ أنه كان من الأجدر إدخال اصلاحات عميقة على منظومة التعليم الابتدائي حتى تنعكس على مستوى التكوين والذكاء وترتفع نسبة الناجحين في الجامعات، معتبرا أن مستوى التكوين الحالي ضعيف جدا.

وأضاف ترجمان أن الكفاءات أصبحت شبه منعدمة في الإدارة التونسية وأصبحت نادرة جدا، واعتبر أن الدولة مسؤولة باعتبارها وضعت منظومة لا تتناسب مع حاجياتها في سوق الشغل وغير قادرة أيضا على تكوين الكفاءات بتحصيل علمي جيد يتناسب مع المستوى التعليمي.

كما أشار إلى أن القرار في منظومة التعليم العالي بقي مركزيا ويُتّخذ فقط على مستوى الوزارة دون منح الجامعات التونسية هامشا من الحرية لوضع الضوابط والشروط التي تتناسب مع محتوى التكوين والطلبة المقبلين عليها وذلك بهدف تحسين مستوى التكوين.

واعتبر محمد ترجمان ضيف برنامج إيكوماغ أنه من الضروري الاستثمار في التكوين البيداغوجي بالنسبة لكل الأساتذة والمعلمين.

وبخصوص التوجيه الجامعي، دعا ترجمان إلى إدخال بعض التسهيلات لتمكين الطلبة الجدد من التوجيه الجامعي الذي يطلبونه وتكوينهم في مجالات يحبذونها.

ودعا إلى وضع استراتيجية اصلاحية كبرى تشمل المستوى الابتدائي والإعدادي والثانوي وصولا إلى الجامعة وسوق الشغل، ودون تغيير الاستراتيجية حسب الوزير الذي يتولى المنصب، وذلك لضمان استقرار في النهج الاصلاحي.