إقتصاد

مختار العماري: “اجتماعات الخريف فشلت فشلا ذريعا .. وجدول الأعمال كان هزيلا”

today25/10/2024 322

Background
share close

قال مختار العماري أستاذ الاقتصاد اليوم الجمعة 25 أكتوبر 2024، إن توقعات صندوق النقد الدولي بتحقيق نسبة نمو بـ1.6 بالمائة بالنسبة لتونس يعد ضعيفا جدا، معتبرا أن “الاقتصاد في حالة ركود وهو أمر كارثي للأسف، وليس أمرا جيدا لتونس” وفق قوله.

وشدد العماري في تصريح خاص لبرنامج اكسبراسو على ضرورة أن تقوم الحكومة باستعادة الثقة والاستثمار والعودة لتحقيق نسبة نمو بـ3 إلى 4 المائة على الأقل، ويجب أن تكون النسبة 6 بالمائة لحل مشاكل التشغيل.

واعتبر أن اللقاءات (اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي في واشنطن) فشلت فشلا ذريعا لعدة أسباب، مشيرا إلى غياب النقاشات ليس فقط مع تونس بل مع عدة دول أخرى، وهناك الكثير من النقد تجاه ال Bretton Woods 

وأضاف “جدول الأعمال كان هزيلا، وهناك فشل ذريع وفق كل الملاحظين الذين انتقدوا جدول الأعمال في ظل تراجع الثقة تجاه G7، والتقوقع الكبير في “البريتون وودز”، وهناك تسييس للنقاشات، وتذبذب في جدول الأعمال بالنسبة للصندوق”.

ولفت العماري إلى أنه تم تخصيص وقت كبير لأوكرانيا خلال اللقاءات والتدخلات ومقابل تجاهل كبير لفلسطين وجرائم الحرب الإسرائيلية، وغياب للحديث عن إيقاف إطلاق النار أو حول برامج الإعمار.

وفي المقابل أشار إلى قمة البريكس في روسيا والتي كان لها شعبية ونجاح أكبر وفق تقديره، مبينا أن طريقة الصندوق المبنية على الإملاءات في التمويلات بدأت تفشل تماما لأن الكثير من الدول بدأت تطالب بضرورة احترام أولوياتها، وتونس كانت سباقة في ذلك حيث وجد رئيس الجمهورية الطرق للرفض والتوجه للاقتراض الداخلي كأحد الحلول.

وأشار إلى تأكيد الملاحظين أن سنة 2025 ستكون أفضل من 2024، حيث أن عدم القدرة على الإيفاء بالالتزامات المالية سيكون بدرجة أقل بكثير.

وأضاف “هذا لا يعني أن تونس لا يجب أن تدخل في برنامج إصلاحات أو الضغط على المصاريف وتقليص العجز والأخذ بعين الاعتبار نسبة الفائدة المرتفعة والتي لا تشجع على الاستثمار، وإنما هناك عديد المشاكل الهيكلية في تونس والتي يجب أخذها بجدية والعمل على الرجوع إلى مسار تنمية مجدي من شأنه أن يعطي أملا أكبر”.

ولفت إلى أن تكون البريتون وودز الذي انطلق في 1944 كان بحضور 700 خبير، فيمت يشهد الآن حضور 200 دولة بمشاركة 10000 مشارك، أي أن هذا الهيكل العالمي هرم وما بقي له من قوة مرده قوة الاقتصاد الأمريكي..

وأكد أن “البريكس” في حال كان هناك تفاهم ونجح في تحقيق التوازنات، فسيخلق un effet de levier (استخدام الديون أو التمويل الخارجي لزيادة العائد على الاستثمار.).

ولضمان نجاح البريكس يجب أن يكون له مؤسسات وأطر تخلق الثقة وأيضا مكان كبير فيما يخص الاقتصاد العالمي، وفق العماري، مبينا أن عدة دول آسيوية أصبحت تتعامل بالعملة الصينية وفي هذا تخوف كبير على الدولار.

وأضاف “هناك مستقبل البريكس ومكانة في الاقتصاد العالمي والتمويلات ولكن يجب أن يكون وفق نصوص وقوانين مضبوطة”.

ولفت إلى أن الصين تحقق نسب نمو تصل إلى 6 بالمائة، وبالتالي فإن مستقبل العالم سيكون في آسيا، وهناك وعي بذلك من قبل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي وهو ما ينم عن صراع قوي بين أمريكا والصين.

وخلص إلى القول “يتعين على تونس أن تقوم بإصلاحات كثيرة ولها الحق في القيام بخياراتها من الداخل دون أي ضغط من صندوق النقد الدولي، وهو ما يتطلب وجود توازنات استراتيجية..”.

 

Written by: waed



0%