مختص في السياسات الفلاحية: سياسة تحديد الأسعار ودعم المستهلك أضرّت بالإنتاج

أكد حسام الدين الشابي المختص في السياسات الفلاحية اليوم الأربعاء 5 أكتوبر 2022 أن بعض المشاكل في القطاع الفلاحي شهدت تراكمات منذ سنوات 2009 وتعمقت في السنوات الأخيرة، وهي تتعلق أساسا بمستوى الإنتاج، مما أثر أيضا على مجال الصناعات الغذائية الذي لم يتمكن من تغطية حاجيات السوق.

وأشار حسام الدين الشابي المختص في السياسات الفلاحية لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، إلى أن سياسة دعم المستهلك هدفها نبيل ولكنها أضرت بالإنتاج في القطاع الفلاحي، وأثرت على منظومات الإنتاج الفلاحي وأحدثت اضطرابات.

“سياسة تحديد الأسعار ودعم المستهلك أضرت بالإنتاج الفلاحي”

وأكد الشابي أن سياسة تحديد الأسعار، لا تشجع المستثمرين في القطاع الفلاحي، ومضرة بمنظومات الإنتاج، كما أشار إلى تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على الأسعار في تونس وفي العالم، إضافة إلى سعر صرف الدينار.

واعتبر أن المالية العمومية لم تعد تتحمّل كلفة سياسة دعم المستهلك، وهو ما أحدث تواتر الصدمات التي أضرت بمنظومات الإنتاج في القطاع الفلاحي، وعزوف الفلاحين عن مواصلة نشاطهم على غرار مربي الأبقار.

وقال إنه من الممكن اليوم تعديل الكفة ولكن في صورة تواصل الوضع على ما هو عليه لمدة سنة أو سنتين فإنه سيكون من الصعب إنقاذ منظومات الإنتاج.

واعتبر أن المرسوم الأخير المتعلق بمكافحة الاحتكار تضمن نقائص عدة ولم يحدد الأطراف والسلع المستهدفة، وأكد أن عديد المنتجات ومدخلات الإنتاج في القطاع الفلاحي تحتاج إلى التخزين.

“في صورة ضياع منظومة الانتاج الفلاحي سيكون الوضع كارثيا”

وأكد أن الأولوية اليوم هي إعادة ماكينة الإنتاج الفلاحي، واعتبر أنه “في صورة ضياع منظومة الانتاج الفلاحي فسنصل إلى وضع كارثي ولن نتمكن من الخروج منه”.

وشدد على أن الامكانيات المادية للدولة التونسية لا تسمح لها بإيجاد حلول لكل المشاكل وهو ما يستدعي اختيار الأهم من المهم.

وقال إن سياسة الدعم هي مكسب وطني يجب المحافظة عليه ولكن يجب التحكم في النفقات الآن، وتساءل عن أسباب مواصلة دعم الدولة للزيت النباتي المورّد، والتي تكلف الدولة ما قدره نصف مليار دينار، حسب قوله.

وأوضح أن الدولة في المقابل لم تصرف مستحقات المتدخلين في قطاع الألبان، المتعلقة بالدعم، وأشار إلى ضرورة البحث عن توافقات وتضحيات من طرف كل الأطراف المتدخلة، ودعا إلى ضرورة توعية المستهلك بضرورة ترشيد الاستهلاك.

وتحدث ضيف برنامج اكسبرسو، عن أهمية بحث الدولة عن حلول لتوفير الموارد المائية والبذور والأسمدة الضرورية للقطاع الفلاحي.