الأخبار

مرصد المياه: “القروض لإنجاز المواجل مُجرّد مسرحية.. ونواجه صائفة أصعب”

today29/12/2022 50

Background
share close

أفاد المنسّق في مرصد المياه، علاء المرزوقي اليوم الخميس 29 ديسمبر 2022 بأن ظواهر مناخية متطرفة تشهدها عديد دول العالم، ومن بينها تونس التي تعاني من الجفاف، وأوضح أن الأرقام المسجلة خلال سبتمبر وأكتوبر 2022 أرقام مفزعة على مستوى التهاطلات ولم تسجّلها تونس منذ سنة 1952.

وأضاف علاء المرزوقي عن مرصد المياه لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن سد الهوارب خارج الخدمة منذ ما يقارب الـ 10 سنوات، على عكس سد سيدي سالم وسدّ لبنة التي لا تتجاوز نسبة تعبئتها 30 بالمائة، “في حين أن بلادنا تعتمد على مثل هذه السدود في توفير الموارد المائية للمواطنين، وتوزيع مياه الشرب”، وفق قوله.

واعتبر أن هذه الأرقام كارثية، خاصة وأنها مسجلة خلال فترة من المفترض أن تتكثف خلالها التساقطات.

وأشار المنسق في المرصد التونسي للمياه إلى أن السياسيين والمسؤولين المتعاقبين على وزارة الفلاحة، لم يضعوا أي استراتيجيات واضحة للتصرف في الموارد المائية القليلة المتوفرة.

واعتبر أن الاعتماد بقيمة 2 مليون دينار الذي ضمنته الدولة في قانون المالية لسنة 2023 لتمويل إنجاز مواجل لتخزين مياه الأمطار، لا يعدّ خطوة أولى في استراتيجية الدولة وهو مجرد مسرحية، وقال إن أمرا وزاريا صدر منذ سنة 2016 ويتمثل في منحة تسندها وزارة التجهيز للراغبين في إنجاز مواجل، ليأتي قانون المالية 2023 وينص على توفير اعتماد لمنح قرورض لإنجاز هذه المواجل.

وأضاف “هل يستهبلون التونسيين؟.. في سنة 2016 وضعت الدولة نفس الإجراء في شكل منحة ولم يقع توفير أي اعتمادات.. ويتم اليوم تضمين نفس الإجراء وفي شكل قرض.. لا يوجد أي جدية في التعاطي مع المسائل الحياتية والسيادية”.

ودعا إلى ضرورة الاستثمار في المدارس والمؤسسات التربوية عبر خلق نظام لتجميع مياه الأمطار والتصرف في المياه، وقال “لا يوجد أي إرادة للبحث عن حلول مستدامة لتوفير الماء وضمان الحق في الماء في تونس.. ولا يوجد أي جدية في التعاطي مع الموضوع”.

وأضاف أن “الصائفة القادمة ستكون أصعب.. والفلاح اليوم لا يجد الموارد المائية اللازمة والتي تحتاجها الزراعات”، وأشار إلى ضرورة العمل على مجلة المياه التي بقيت معلقة طيلة 11 سنة، إضافة إلى تحديد أولويات استعمال المياه التي بقيت غير واضحة.

وأشار إلى ضرورة وضع خارطة للانتاج الفلاحي خاصة وأن هذا القطاع يستهلك 80 بالمائة من الموارد المائية لتونس، تحدد الزراعات التي تتماشى مع خصوصية كل منطقة والامكانيات المائية المتاحة لها، وتفادي الزراعات العشوائية الحالية، مع الحد من الزراعات المستنزفة للموارد المائية والمُعدة للتصدير على غرار القوارص والتمور وعدد من الخضر والغلال الأخرى مثل الفراولة.

ودعا ضيف برنامج اكسبرسو إلى ضرورة تشجيع الاستثمارات في مجال المياه، عبر تحسين نجاعة شبكة التوزيع التي تعاني من نسبة ضياع عالية تصل إلى 80 بالمائة في بعض المناطق، إضافة إلى العمل على حلول مستدامة على غرار تجميع مياه الأمطار استعدادا للتغيرات المناخية، مثل السدود الباطنية.

Written by: Asma Mouaddeb



0%