الأخبار

منظمات وجمعيات تدين التشهير بقاضيتين وتُطالب سعيّد بالاعتذار

today06/06/2022 7

Background
share close

عبّرت عدد من الجمعيات عن تضامنها المطلق مع قاضيتين معنيتين بقرارات الإعفاء ضمن 57 قاضيا المعفيين مؤخرا، وذلك بعد توجيه تهم الزنا لكلتيهما، وبعد تداول ملفات القاضتين عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وعبرت الجمعيات عن صدمتها من هذا الاعتداء الخطير على الحياة الخاصة للأشخاص وعن هذا الانتهاك الجسيم لكرامة النساء.

ويذكر أنه تم بعد صدور اﻷمر الرئاسي عدد 35 الذي يعفي 57 قاضيا وقاضية من مهامهم ومهامهن، تداول ملف قاضية تضمّن شهادة طبية ومحضر حرّر بإقليم الأمن بمنطقة الأمن بقابس المدينة، وتبين أنه تم إعفائها من أجل تهمة “زنا”، وأن القضية قد صدر في شأنها حكم ابتدائي بعدم سماع الدعوى،وهي ما زالت أمام أنظار محكمة الاستئناف، كما تمّ تداول محضر صادر عن الفرقة الخاصة للحرس الوطني بإقليم سوسة، يخص قاضية ثانية متهمة بنفس التهمة.

وأشارت الجمعيات إلى أن تهم الزنا، هي من بين التهم التي أثارها رئيس الجمهورية في خطابه الذي مهّد لأمر أعفاء القضاة، وقالت في بيان مشترك اليوم الإثنين 6 جوان 2022 إن بعض الصفحات المشبوهة والمعروفة بضلوعها اﻹجرامي في عمليات السحل اﻹلكتروني وممارسة العنف الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي تجندت إلى ترويج محاضر ووثائق هي من أنظار القضاء للتشهير بالقاضيتين بصفتهما الحلقة الأضعف ولكونهما نساء مستضعفات في مجتمع أبوي وذكوري.

واعتبرت الجمعيات الممضية على البيان أن “انتهاج أعلى مؤسسة في الدولة خطاب الوصم الاجتماعي والأخلاقي والتشهير بجوانب تتعلق بالحياة الخاصة للأفراد هو مؤشر خطير يدل على تعفن الحياة السياسية في البلاد، وتتعاظم خطورته حين يتعلق الأمر بوصم نساء أخلاقيا، مما يفتح الباب أمام الإقصاء الاجتماعي ويبيح الحملات الممنهجة للعنف الرمزي وللتشهير بالنساء بصفتهن نساء، رغم أنه لم تمض مدة طويلة على اعتراضه على مثل هذه الاعتداءات وذلك عندما طالت شخص الرئيس وعائلته”.

وأكدت الجمعيات أن هذا الخطاب الرسمي والحملات المتتالية من بعده يشكلان عائقا أمام اهتمام النساء بالشأن العام وتوليهن الوظائف السامية بالدولة وهو ما يتعارض مع روح القانون 58 الرامي إلى القضاء عن التمييز والعنف المسلط على النساء.

وأدانت كافة أشكال العنف المسلط على النساء بما في ذلك العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعية، كما اعتبرت أن تداول وثائق رسمية على صفحات فايسبوك مؤشر سلبي يعبّر على ضعف أجهزة الدولة واختراقها وانتهاك حقوق المتقاضين وسرية المعطيات الشخصية التي يكفلها القانون.

ورفضت الجمعيات والمنظمات إقحام الحياة الخاصة والمعطيات الشخصية للنساء في المعارك المتعلقة بالقضاء وبالشأن العام، وقالت إن “قضايا “الزنا” لا تهم الرأي العام والمجتمع في شيء حتى من الناحية القانونية، علاوة على كونها من الجرائم التي تجاوزها الزمن لمخالفتها لروح القانون والمنطق السليم وتعلقها بالحياة الخاصة للأفراد وحرياتهم ولا أدل على ذلك من تداول وثائق تثير إجراء كشف العذرية، تلك الممارسة القروسطية التي تمثل اعتداء على حرمة الجسد بل وشكلا من أشكال العنف التي يمنعها القانون عدد 58 لسنة 2017″.

وعبّرت الجمعيات عن صدمتها من “وهن عدد من الملفات التي تم توظيفها للإيهام بوجود معركة يخوضها رئيس الجمهورية ضد الفساد في القضاء والحال أن جل هذه اﻹعفاءات قد تمت في انتهاك خطير لأبسط مقومات دولة القانون وفي ضرب واضح لحقوق الدفاع المكفولة قانونا وبشكل اعتباطي يترك الانطباع بوجود نزعة انتقامية، وبناء على تقارير أمنية ومصادر غير موثوقة ما يمكن أن يحصن المشتبه في فسادهم طالما ينصاعون لتعليمات السلطة القائمة”.

كما طالبت رئيس الجمهورية بتقديم اعتذار علني “للقاضيتين المعنيتين وللنساء التونسيات اللواتي تعددت الانتهاكات التي تطال كرامتهن وحرمتهن المعنوية في إفلات تام من العقاب وأحيانا، كما في صورة الحال، بمباركة من رئيس الجمهورية نفسه” حسب نص البيان.

وأهابت الجمعيات الممضية بكل القوى التقدمية والنسوية من أجل التصدي لاستعمال النساء في الصراعات السياسية باسم الشرف الذكوري واقحام الرقابة على أجسادهن.

الإمضاءات:
*مكونات الديناميكية النسوية المستقلة:
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
جمعية بيتي
مجموعة توحيدةً بالشيخ
جمعيةً نساء تونسيات من اجل البحث و التنمية
جمعية مواطنة و نساء بالكاف
جمعية اصوات نساء
جمعية امل للعائلة و الطفل
جمعية جسور بالكاف
جمعية كلام
*المنظمات والجمعيات:
النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
المكتب الوطني للمرأة العاملة بالاتحاد العام التونسي للشغل
الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية
المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب
الائتلاف التونسي لإلغاء عقوبة الإعدام
رابطة الكتاب التونسيين الأحرار
جمعية تفعيل الحق في الاختلاف
الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية
مركز دعم التحول الديمقراطي وحقوق الانسان ـ دعم-
جمعية وشم
اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيدرالية التونسيين من أجل مواطنة الضفتين
جمعية رؤية حرة
جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات
جمعية الكرامة للحقوق والحريات
اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل
منظمة مساواة
جمعية بنا للإعلام والتنمية
الشبكة التونسية للعدالة الانتقالية
التحالف التونسي للكرامة ورد الاعتبار
لجنة اليقظة من أجل الديمقراطية في تونس ببلجيكا
منظمة شهيد الحرية نبيل بركاتي: ذكرى ووفاء
منتدى التجديد
المرصد التونسي لاماكن الاحتجاز
الجمعية التونسية للحراك الثقافي
جمعية الخط
الجمعية التونسية لمساندة الأقليات
جمعية نشاز
جمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية
جمعية حسن السعداوي للديمقراطية والمساواة
منظمة المادة 19
محامون بلا حدود
الشبكة الأورومتوسطية للحقوق
مراسلون بلا حدود، مكتب شمال إفريقيا
الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان

Written by: Asma Mouaddeb



0%