نحو انجاز “منصة أسواق الإنتاج”، لتأهيل مسالك التوزيع

ينتظر أن يساهم انجاز مشروع منصة أسواق الإنتاج بالوسط وتحديدا بولاية سيدي بوزيد في مزيد تطوير مسالك توزيع المنتوجات الفلاحية ودعم الأمن الغذائي الوطني ورفع طاقة تصدير المنتوجات الطازجة.

وتم ادراج المشروع ضمن قائمة المشاريع الكبرى ذات الطّابع الاستراتيجي أو المشاريع العموميّة الكبرى المعطّلة خلال المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 15 جانفي 2025 بإشراف رئيس الحكومة كمال المدوري.

ووفق المعطيات التي تحصلت عليها وكالة تونس افريقيا للأنباء “وات”، فقد تم تصنيف مشروع منصة أسواق الإنتاج بالوسط صلب قائمة المشاريع الكبرى باعتباره مشروعا وطنيا استراتيجيا وذي أولوية، نظرا لاندراجه ضمن سياسة الدولة لتأهيل مسالك توزيع منتجات الفلاحة والصيد البحري ودعم الأمن الغذائي الوطني. كما أنّه يعدّ مشروعا نموذجيا مهيكلا لفائدة ولايات الوسط ومنصّة مرتقبة للتصدير.

كما ينصهر المشروع البالغ كلفته إنجازه 116 مليون دينار، في إطار تنفيذ الاصلاحات الهيكلية لوزارة التجارة وتنمية الصادرات المتعلقة بتأهيل مسالك توزيع المنتوجات الفلاحية ومنتوجات الصيد البحري.

وتفيد المعطيات المتحصل عليها أنه تمّ اقرار هذا المشروع خلال اجتماع المجلس الوزاري المضيق المنعقدة بتاريخ 23 أوت 2012 لفائدة ولاية سيدي بوزيد تحت عنوان “احداث سوق إنتاج كبرى بسيدي بوزيد”.

وعند التأكّد من قابلية الانجاز الفني والمالي للمشروع تم التوجه سنة 2019 إلى احداث “منصة أسواق الانتاج بالوسط” التي تعتبر منصة شاملة للإنتاج والتجميع والتحويل والتكييف والتسويق للمنتوجات الفلاحية.

مكونات المشروع 

يتكون مشروع “منصة اسواق الانتاج بالوسط”، وفق الدراسة المتعلّقة بمخطط تنفيذ الاستثمار الخاص به، من سوق للمنتوجات الفلاحية (سوق للعرض وسوق للطلب) وسوق للماشية ومركب للحوم الحمراء (مسلخ مندمج) الى جانب قاعدة لوجستية.

كما يتكون من ادارة محطة خدمات مختلفة ومراكز حياتية ومركز دعم وتطوير، ينجز في مرحلة ثانية في إطار برنامج التوسعة (غير مشمول بكلفة الاستثمار الحالية).

موقع المشروع

ومن جهة أخرى سيتم تركيز المشروع بمنطقة أم العظام من معتمدية سيدي بوزيد الغربية على بعد 11 كلم من مركز الولاية.

وتتميز منطقة المشروع بموقع استراتيجي من حيث المدى الجغرافي الذي يتوسط 4 ولايات، سيدي بوزيد والقصرين وقفصة والقيروان، علاوة على انها تبعد حوالي 25 كلم عن مشروع الطريق السيارة “تونس جلمة”، وتبعد، أيضا، 3 كلم عن الطريق الوطنية عدد 3 (تونس – قفصة). وتبعد 2 كلم عن مشروع الطريق السريعة الرابطة بين القصرين وصفاقس عبر سيدي بوزيد في إطار برنامج الأروقة الاقتصادية. كما ان منطقة المشروع محاذية للمنطقة الصناعية بأم العظام البالغة 50 هك.

وتضيف ذات البيانات انه سيتمّ إنجاز المشروع على مساحة جمليه تقدر بـ 70 هك، منها 20 هك من المساحة الجملية مسواة وبها شهادة ملكية وتستوعب تقريبا حوالي 80 بالمائة من مكونات المشروع و 50 هك سيتمّ استغلال جزء منها حوالي 10 هك لإنجاز بقيّة مكوّنات المشروع (سوق الماشيّة) و 40 هك مخصص للتوسعة المستقبلية.

وتجدر الملاحظة انه تمّ انجاز كلّ الدراسات المرجعية الخاصة بالعقارات التي سينجز عليها المشروع وتم تغيير صبغتها الفلاحية.

مصادر التمويل

تبلغ الكلفة الجملية للاستثمارات الخاصة بالمشروع حوالي 116 مليون دينار ويتمّ العمل على تغطية هذه الكلفة من خلال الترفيع من مساهمات المساهمين الحاليين برأس مال شركة “أسواق الانتاج بالوسط” ومن خلال مساهمات محلية وأجنبية جديدة وهبات.

وبلغت نسبة التقدّم في مخطط التمويل الخاص بالمشروع 23 بالمائة من كلفة الاستثمار، مع وجود نوايا استثمار أخرى تعمل وزارة الاشراف على تكريسها مع وزارتي الاقتصاد والتخطيط والشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج وكل الجهات المتدخلة في المشروع.

وتحصّلت شركة “أسواق الانتاج بالوسط” على هبة في إطار التعاون الايطالي مخصّصة فقط لإنجاز الدراسات والمساندة الفنية إلى جانب العمل على تجسيم بعض نوايا التمويل المتعلقة بمساهمة الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي وصندوق قطر للتنمية أو الصندوق العربي للنماء الاقتصادي والاجتماعي.

وتشير رزنامة المشروع إلى انه سيتمّ تنفيذه على مدى 4 سنوات ويتوقّع أن تكون بداية الإنجاز سنة 2025. وقد تقرر، في انتظار استكمال مخطط التمويل وتفاديا لمزيد التأخير في الشروع في الانجاز وما قد يترتب عنه من مخاطر تتعلق بارتفاع كلفة التنفيذ، اعتماد المرحلية في التنفيذ.

وات