الأخبار

هل حققت تونس أهداف التنمية المستدامة؟

today30/12/2024 43

Background
share close

أكد الأستاذ الجامعي في الإقتصاد عادل بن يوسف، اليوم الإثنين 30 ديسمبر 2024، أن أهداف التنمية المستدامة وُضِعت في اطار عالمي، موضّحا أنّ منظمة الأمم المتحدة أرادت توحيد الجهود العالمية، نحو عالم أفضل، (القضاء على الفقر والجوع ومجال بيئي نظيف..)في غضون 2030.

وأضاف لدى تدخله ببرنامج “ايكو ماغ”، أنّ هذه الجهود  وضعت اطارا خلال سنة 2015، يتضمن 17 هدفا، وكل دولة يمكن أن تركز على بعض الأهداف وفق الوضع الذي تعيشه وفق قوله.

وأفاد بن يوسف، في المقابل، أنه منذ وضع هذا الإطار، أصبحت كل الدول تقريبا تتحدث بـ”لغة موحدة”، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى العالمي.

وأوضّح، في هذا الصدد، أن كل الدول مطالبة بتقديم تقرير سنوي، حول مدى تقدمها في تحقيق هذه الأهداف، مشيرا إلى أنّه تم اعداد تقييم بالشراكة مع منتدى البحوث الإقتصادية في مصر، وهو تقييم موحد على جميع البلدان العربية وفقه.

ولفت ضيف البرنامج، إلى أنّ جائحة كورونا، أثرت على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى أنّ الأموال التي كانت مرصودة لتحقيق هذه الأهداف، تم صرفها في مجالات أخرى بسبب هذه الجائحة.

كما أشار الأستاذ الجامعي، إلى سوء حوكمة والتصرف في الأموال المرصودة في بعض البلدان، حال دون التوجه نحو هذا المسار، وفق تعبيره.

وبالنسبة للبلدان العربية، ومدى تحقيقها لأهداف التنمية المستدامة، قال عادل بن يوسف، “كل بلد لديه أرقامه ويمكنه التقدم في أهداف ما والتراجع في الأخرى والمحافظة على نفس الأهداف ..لأن تأثير الأزمات (كورونا، حرب أوكرانيا..) مختلف من بلد إلى آخر..”.

واعتبر ذات المصدر، أن بعض البلدان العربية تقدمت في مجال الطاقة المتجددة، وفي الصحة والمحافظة على البيئة..مقابل تفاقم في الفقر  في بعض البلدان خاصة البلدان التي تشهد حروب وصراعات..

وبيّن، عدم وجود تقدم ملحوظ  في مجال البحار والإعتناء بالحياة المائية، وغياب تثمينه..

وأكد الأستاذ الجامعي، أن كل بلد يرسم خياراته الوطنية، ووضع استراتيجيات لتركيز على أهداف معينة كبرى وذلك حسب واقع كل دولة.

تونس ومدى تحقيقها لأهداف التنمية المستدامة 

وبالنسبة لتونس، اعتبر عادل بن يوسف، أن الإقتصاد التونسي يُعتبر الأكثر صمودا، في المنطقة الأورومتوسطية، لكن في المقابل، لم يشهد انتعاشة وفق تعبيره.

ولفت في هذا الصدد، إلى صعوبة في توفير  الإمكانيات والموارد المالية، التي ساهمت في تراجع تونس في عديد الملفات، كتوفير المواد الأساسية والذي أثر على قفة المواطن وفقه.

واعتبر بن يوسف، أن الواقع الإقتصادي والإجتماعي، يؤثر بشكل مباشر على مدى تحقيق الأهداف التنمية المستدامة، مشيرا في ذات السياق، إلى وجود تململ وعدم التركيز على أهداف معيّنة.

و في المقابل،أبرز المتحدث، أن تونس تُعتبر متقدمة مقارنة بدول عربية أخرى في مجال تحسن نسب الفقر، إضافة إلى تحسن في المنظومة التربوية، وأيضا التحسن في مؤشر المياه..في مقابل عدم التطور في مؤشرات أخرى كالتغذية والتشغيل والنمو، والتفاوت الجهوي.. وأيضا التغيرات المناخية..

واعتبر عادل بن يوسف، أنّ استقلالية الدول تكمن في 3 مجالات الطاقة والمياه والأمن الغذائي، الذي يجب تأمينهم في المستقب، لافتا إلى أن تونس وضعت استراتيجية لمجابهة الشح المائي، تتضمن بناء السدود وخزنات مائية جوفية، وتثمين المياه..

كما أشار إلى أن الدولة التونسية وضعت أيضا سياسة للتوجه نحو الطاقات المتجددة والبديلة، مثمنا دور القطاع الخاص للتنويع مصادر الطاقة، وأنه سيتم انتاج 35 بالمائة من انتاج الكهرباء بالطاقات المتجددة في حلول 2030.

وبيّن بن يوسف، في المقابل وجود بطء في الزراعات والفلاحة، داعيا في هذا الصدد، إلى تثمين المياه وتغيير نوعية الزراعات، لتحقيق نوع من الإكتفاء الذاتي وفقه.

وشدد، الأستاذ الجامعي على ضرورة وضع استثمارات كبرى، من خلال وضع برامج وسياسات على امتداد 20 سنة.

ولفت، إلى أن تونس حققت تقدما، في المجال الصحي خاصة على مستوى القطاع الخاص، لكن بامكانيات باهضة تصعب على التونسيين وفق قوله.

وختم الأستاذ الجامعي، بالقول، إلى أنّ قوة الدولة الإجتماعية، في خلق نموذج عمل، لتحقيق أهداف تنمية مستدامة بالتعاون مع القطاع الخاص، لافتا إلى أنّ تونس تفادت بعض الهفوات التي حصلت في الماضي خاصة في قطاع الطاقة، متوقعا أن تحقق تونس قفزة نوعية في هذا المجال خلال السنوات القادمة.

وشدد عادل بن يوسف، على ضرورة أن تحقق بلادنا أيضا قفزة نوعية، في قطاع المياه لأن استقرارها مرتبط  بالموارد المائية، داعيا في هذا الإطار، وضع تمويلات مُعتمدة لسياسات المياه.

كما أكد بن يوسف، ضرورة تغيير استراتيجية في المجال الزراعي والفلاحي، مع التركيز أكثر  على قطاعات التربية والصحة.. مع التقليص من التفاوت الجهوي..

 

Written by: Rim Hasnaoui



0%