وزير السياحة: الجودة الشاملة في القطاع السياحي مسؤولية جماعية مشتركة

قال وزير السياحة، محمد المعز بلحسين إن أهداف سنة 2024 في القطاع السياحي نوعية بالأساس، وذلك بعد تجاوز الأهداف الكمية المحدّدة لسنة 2023 بتسجيل عائدات بـ7 مليار دينار، وتحقيق نسبة 100 بالمائة من إنجازات سنة 2019 المرجعية.

وأوضح الوزير، خلال زيارة عمل أداها اليوم الثلاثاء الى جزيرة جربة من ولاية مدنين، أن الاهداف النوعية تندرج ضمن برنامج الجودة الشاملة للقطاع الذي أطلقته الوزارة عنوانا لسنة 2024 من خلال جودة الخدمات والاستقبال والمحيط السياحي (الوصول والتنقل والاقامة)، من أجل تجربة متميزة وناجحة بما يعزز الثقة في الوجهة التونسية، ويساهم في تحسين نسبة العودة، واستدامة السياحة وتحسين القدرة الانفاقية، حسب قوله.

وشدّد بلحسين على ما تقتضيه الجودة الشاملة من توحيد الجهود والتنسيق، والعمل الجماعي المشترك بين مختلف المتدخلين والقطاعات والوزارات ضمن سلسلة من الحلقات المترابطة من تحسين جودة الترويج، الى جودة الاستقبال بالمعابر البرية والبحرية والجوية، والنقل السياحي، وجودة الاقامات السياحية او غير السياحية.

ولفت، في هذا السياق، إلى أنّ الوزارة تعتمد آليات في التصنيف ومراجعة معايير التصنيف للمؤسسات السياحية، إلى جانب برنامج تأهيل المؤسسات الفندقية وبرنامج علامة الجودة لتشجيع تحسين الخدمات بالمؤسسات السياحية، والارتقاء بمنظومة التكوين السياحي، وعدّة برامج أخرى لتحقيق الامتياز في القطاع السياحي.

ومثّل برنامج الجودة الشاملة، الذي وضعته وزارة السياحة شعارا لسنة 2024، محور جلسة عمل التأمت اليوم بجزيرة جربة بإشراف وزير السياحة محمد المعز بلحسين وخصّصت لضبط الاستعدادات للموسم السياحي ، وتمّ خلالها استعراض أبرز مكونات هذا البرنامج وآليات تنفيذه حتى تكون جربة محطة نموذجية للجودة الشاملة، وتمت الإشارة بالمناسبة إلى أنّ فريق عمل سيحلّ بعد أسبوع بجزيرة جربة للإشراف على انطلاق العمل بالبرنامج.

ويرتكز هذا البرنامج على إرساء جودة الخدمات الشاملة في مسار السائح بكل من مطار جربة جرجيس الدولي والمعبر الحدودي برأس جدير من حيث الاستقبال، والارشاد السياحي، والنقل العمومي والخاص والسياحي بالتعاون مع شركة النقل وغرفة التاكسي، بهدف تكريس ميثاق الجودة، الى جانب العمل مع البلديات ووزارة البيئة لتأمين نظافة المناطق السياحية والاسواق والمواقع الاثرية والمسالك السياحية وغيرها، وتفعيل منظومة “جربة بدون بلاستيك”، وتقديم تصوّر هندسي للمشارب الشاطئية.

كما يرتكز تنفيذ برنامج الجودة الشاملة بجزيرة جربة على العمل مع السلطات الأمنية حتّى تكون جربة منطقة نموذجية آمنة، مع الحرص على جودة منظومة السلامة بالمؤسسات السياحية، وتفعيل علامة الجودة للتميز بالمؤسسات السياحية الراقية والمطاعم السياحية، وتفعيل جائزة مالية لاحسن جودة خدمات مؤسسة سياحية، فيما سيتم العمل في أماكن الزيارة والتنشيط السياحي على تطبيق علامة الجودة وعلى الابتكار في التنشيط السياحي.

واستهل الوزير زيارته الى جزيرة جربة بمعاينة مكتب الارشاد السياحي بمطار جربة جرجيس الدولي ومتابعة أهم الاستعدادات لتركيز منظومة الجودة الشاملة من خلال الإطّلاع على فعاليات دورة تكوينية قصيرة المدى (3 اشهر ) بمركز التكوين في مهن السياحة بجربة لتلبية حاجيات القطاع من اليد العاملة المختصة، وذلك في اطار برنامج الشراكة بين وكالة التكوين في مهن السياحة ومركز “أليف” جربة ومؤسسة تونس للتنمية.

وتعرّف في نفس المركز على مكوّنات البرنامج النموذجي لتركيز المؤسسة البيداغوجية الافتراضية للتدريب المهني في إطار المقاربة المعتمدة في الشبكة الدولية، علما أن هذا المركز هو أوّل هيكل يشهد تركيز مؤسسة تدريب بيداغوجي في تاريخ منظومة التكوين المهني السياحي، بما من شأنه الرفع في نسب تشغيل خريجي المركز واندماجهم في الوسط المهني.

ومثّل الاستثمار في القطاع السياحي أحد محاور زيارة وزير السياحة لجزيرة جربة من خلال متابعته لنسق تقدم أشغال توسعة وتجديد وحدتين سياحيتين سيتم استغلالهما من قبل علامتين دوليتين وستدخل إحداهما حيز النشاط هذه الصائفة والثانية في صائفة 2025 بطاقة إيواء تبلغ ألف سرير وبمكونات متنوعة.

وتعرّف بلحسين، من جهة أخرى، على تنوع المنتوج السياحي بالجزيرة، وثراء المسالك السياحية وخاصة مسلك “اليونسكو” بجزيرة جربة المدرجة في التراث العالمي، حيث اطّلع على عينة من الممتلكات المدرجة بالمسلك من خلال أحد المنازل بمنطقة خزرون من معتمدية جربة ميدون بما يحتويه من مقومات المنزل الجربي بغراساته والحوش الجربي وطريقة السقي التقليدية، الى جانب اطّلاعه على اعادة تهيئة واستغلال معصرة تقليدية تحت الارض.

وأكد الوزير أن الوزارة لديها استراتيجية لتنويع المنتوج السياحي من سياحة مستدامة وبديلة وسياحة ثقافية وسياحة أعمال، بما يستوجب خدمات جديدة وإرشادات سياحية متطوّرة، مع إعادة رسكلة الادلاء السياحيين لتقديم جزيرة جربة في التراث العالمي بطريقة مغايرة والترويج لها كوجهة سياحية عالمية، معتبرا أنّ حفظ تراث جربة وصونه مسؤولية الجميع، حسب قوله.