وزير خارجية إيطاليا: نحن على استعداد لإستقبال المهاجرين النظاميين التونسيين

إلتقى رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الأربعاء 18 جانفي بنائب رئيسة الحكومة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي Antonio Tajani ، ووزير الداخلية الإيطالي Matteo Piantedosi.

وتحدث وزير الخارجية الإيطالي على العلاقات التاريخية بين البلدين، مشددا على أهمية تدعيم التواجد الإيطالي من خلال حث المستثمرين الإيطاليين للقدوم إلى تونس، مضيفا أنّ “أبواب إيطاليا مفتوحة أمام المستثمرين التونسيين”.

كما تم خلال اللقاء التطرق إلى ظاهرة الهجرة، حيث أكّد الوزير الإيطالي على ضرورة حل المشاكل المتعلقة بالملف بشكل جذري بإعتبار أنّ “المشكل لا يتعلق بالجانب الأمني فقط”.

وشدّد المسؤول الإيطالي على ضرورة وضع إستراتيجية لفهم أسباب مغادرة آلاف المواطنين لبلدانهم الأصلية، معتبرا أنّ تونس وإيطاليا تعانيان من الهجرة غير النظامية.

وأكّد أهمية إيجاد حلول وتشارك الإستراتيجيات، إضافة إلى زيادة الإستثمارات في إفريقيا، “والنظر إلى القارة السمراء بنظارات إفريقية بدل النظارات الأوروبية” وفق توصيفه.

وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الايطالي “يجب أن نقاوم الإرهاب والفقر والأمراض والتغيرات المناخية والعمل على توفير السلم، وتمكين كل الشباب الأفارقة من الحلم في بلدانهم، يجب أن يبقوا في بلدانهم”.

وأفاد الوزير بأنّ إيطاليا مستعدة للترفيع في عدد المهاجرين الشرعيين الذين بإمكانهم العمل في الميدان الفلاحي أو الصناعي، مشددا على أنّ الهدف تقليص الهجرة غير الشرعية وتدعيم الهجرة النظامية.

وقال “لا نرغب في مجيء مهاجرين تونسيين أو افارقة للعمل في إيطاليا بطريقة غير شرعية، بل أن يتواجدوا من خلال إتفاقات بين مختلف الدول للعمل بصورة شرعية”.

من جانبه اعتبر وزير الداخلية الإيطالي أنّ المحادثة كانت مثمرة، حيث تم تبادل الآراء التي ستقود في المحادثات اللاحقة مع وزير الداخلية التونسي لتطوير العلاقات الثنائية. وأشار إلى وجود تقاليد في التعاون الأمني من خلال إتفاق تعاون منذ 2013.

واعتبر أنّ زيارة تونس هي من أجل إعادة دفع العلاقات وفق سيناريوهات جديدة، وأوضح أنّ الهجرة محور اهتمام وتعاون مشترك وليست مشكلة إيطاليا فحسب.

وأفاد بأنّ تونس بدورها تُعد ضحية للهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أنّ نصف الأشخاص القادمين إلى إيطاليا من تونس السنة الماضية هم من دول جنوب الصحراء.

وبيّن الوزير الرغبة في إعتماد مقاربة تقوم على مبادئ الشرعية والمشروعية وهما عاملان مهمان في المقاربة الأمنية لهذه الظاهرة، مشددا على أهمية النظر في الأسباب العميقة ومقاربتها مقاربة شاملة.

وفي الختام أكّد الوزير الإيطالي مواصلة العمل مع نظيره التونسي كبداية لعلاقات تعاون متجددة ستفضي قريبا إلى نتائج ملموسة للجميع على حد قوله.

ويذكر أنّ زيارة الوفد الإيطالي إلى تونس تأتي على إثر المحادثة التي جمعت وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي يوم 10 جانفي 2023 بنظيره الإيطالي انطونيو تاجاني، حيث تباحث الجانبان بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين وأفق تطويرها في جميع المجالات ذات الإهتمام المشترك.

كما تم التطرق إلى موضوع الهجرة غير النظامية، وتم الإتفاق على تبادل الزيارات الوزارية من أجل بحث أوجه التعاون وتشخيص الحلول الكفيلة باحتواء إشكاليات الهجرة غير النظامية.

وتُعد سنة 2022 “الأكثر مأساوية والأعلى حصيلة في فقدان المهاجرين غير النظاميين من جميع الجنسيات في السواحل التونسية منذ سنة 2012 حيث تم تسجيل فقدان 580 مهاجرا منذ مطلع السنة” وفق ما أفاد به الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والإجتماعية رمضان بن عمر في وقت سابق.