Express Radio Le programme encours
وأضاف عز الدين سعيدان الخبير في الشأن الاقتصادي خلال ندوة حول “الحوكمة والطاقة الخضراء والاقتصاد الأزرق والاستدامة”، أن تونس مرت بصعوبات كبيرة منذ 2013 إلى اليوم، وتعمقت طيلة هذه السنوات، ولكن صندوق النقد الدولي لم يساهم طيلة هذه الفترة في تمكين تونس من الانتقال نحو حوكمة رشيدة والانتقال إلى تنمية مستدامة.
وقال إن صندوق النقد ركز طيلة هذه السنوات على المحاور التي تقدمت بها الحكومات التونسية، وهي إصلاح منظومة الوظيفة العمومية وإصلاح منظومة الدعم واصلاح المؤسسات العمومية.
وأضاف “لا يبدو أن صندوق النقد ساهم في عبور تونس نحو تنمية مستدامة وحوكمة رشيدة”.
وأكد أن المحادثات التقنية بين تونس وصندوق النقد الدولي دامت 14 شهرا، في حين أنها لا تستغرق أكثر من 4 إلى 5 أسابيع تقريبا في العادة، وأشار إلى أن تونس لم تلتزم بالاصلاحات التي تعهدت بها في إطار الاتفاق مع الصندوق عام 2013 و2016، وهو ما يحيل إلى أن المحادثات الحالية بين تونس والصندوق تتم في مناخ من الثقة المهزوزة.
واعتبر أن صندوق النقد ارتكب خطأ جسيما في محادثاته مع تونس، وهو طلبه من الحكومة التونسية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد العام التونسي للشغل كشرط مسبق للدخول في المفاوضات مع تونس، وقال إن هذا الخطأ يعد ظلما في حق تونس، مضيفا أن صندوق النقد يتعامل عادة مع الحكومات وليس مع المجتمع المدني.
وأضاف “موقف صندوق النقد الدولي وشرطه، أعطى نوعا من حق الفيتو غير المقبول للاتحاد العام التونسي للشغل والذي تسبب في تمديد فترة المحادثات وورط اتحاد الشغل الذي سيكون المسؤول الأول في صورة عدم حصول اتفاق بين الحكومة والصندوق”.
وقال إن صندوق النقد تراجع في الوقت الحالي عن هذا الموقف، وأصبح يقبل بالتقدم في المفاوضات مع تونس حتى دون التوصل لاتفاق مسبق بين الحكومة واتحاد الشغل وهو ما يعتبر اعترافا من الصندوق بالخطأ وإصلاحا له.
وأكد سعيدان أن الحوار الداخلي في تونس جيد جدا لأنه يحضّر الأرضية للتوصل إلى اتفاق وتطبيقه فيما بعد، مضيفا “ولكن ما حصل فعلا هو أن رئيس حكومة سابق توجه لصندوق النقد بموقف لم يكن موقف دولة حيث أكد أنه أراد القيام باصلاحات ومنعه اتحاد الشغل من ذلك.. هذا موقف سيء جدا ويشتت الخطاب الرسمي التونسي..”.
وقال سعيدان إن تونس مرت الآن بـ 14 شهرا من المحادثات والمعروف أنه مع نهاية هذه المحادثات يقع إما إعلان وفد الصندوق عن التوصل إلى اتفاق مبدئي، أو استعمال الخطاب الديبلوماسي المعهود وتأكيد التقدم في المفاوضات وتواصلها.
وأضاف سعيدان “ماكان على السلط التونسية الافتخار بمثل هذه النتيجة لمفاوضاتها مع صندوق النقد.. ولم نحقق أي تقدم.. والآن حصلت الموافقة على الاستفتاء وقد يغيّر ذلك بعض المعطيات بعد حصول السلطة التنفيذية على صلاحيات أوسع بكثير.. “.
وأشار إلى أن المواقف الرسمية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بشأن تونس قد تدفعنا إلى الشك نوعا ما، لانه الم تكن بالإيجابية المطلوبة للإشارة إلى تقدم في الاتفاق مع صندوق النقد، واعتبر أن توصل تونس لهذا الاتفاق مهم جدا ولن يكون كافيا أيضا لتغطية حاجيات ميزانية الدولة التونسية.
ودعا غلى ضرورة البحث عن حلول تونسية تونسية مازالت ممكنة إلى الآن لإنقاذ البلاد من أزمتها المالية والاقتصادية.
Written by: Asma Mouaddeb