وطنية

منظمات من المجتمع المدني: “النوايا الطيبة لا تكفي لبناء مشروع وطني للدولة”

today27/08/2021 7

Background
share close

أكدت جملة من منظمات المجتمع المدني أنّ إنهاء منظومة الحكم الفاسدة وأجهزتها المنقلبة على شعارات الثورة التونسية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لا يمكن أن تُعوّض بسياسة التردّد والضبابية وغياب برنامج عمل واضح وشفاف للفترة القادمة ومحدّد بسقف زمني.

وشددت جملة من منظمات المجتمع المدني على أنّ التأسيس لمرحلة ما بعد 25 جويلية 2021 يجب أن يُبنى على نقاش مجتمعي واسع تساهم فيه مؤسسات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية والوطنية في البلاد، بعيدا عن الحوارات المغشوشة والالتفافية والشعارات الاستعراضية.

وأضافت المنظمات الموقعة على بيان مشترك صدر أمس الخميس 26 أوت 2021 “إنّ النوايا الطيبة لا تكفي لبناء مشروع وطني للدولة والمجتمع، دون وضع سياسات عمومية شعبية وديمقراطية، تلبي التطلعات الحقيقية للشعب التونسي وتستجيب إلى أهداف الثورة.

وأوضحت أن وضع سياسات عمومية شعبية وديمقراطية يكون بشكل تشاركي على أساس قواعد معلومة للمساءلة والمحاسبة والمراقبة والشفافية وتعزيز أدوار السلطات المضادة استئناسا بتقرير التفقدية العامة لوزارة العدل، وتقرير محكمة المحاسبات والتقرير النهائي لهيئة الحقيقة والكرامة وتقرير لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة، بهدف تفكيك منظومة الفساد والإرهاب وكشف الملفات المتعلقة بالاغتيالات السياسية والجرائم الانتخابية والإرهاب والتسفير.

كما أشار الموقعون على البيان المشترك إلى أن شهرا من الإجراءات الاستثنائية قد شابته بعض الممارسات التعسفية التي تهدّد قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان على غرار التقييد من الحق في التنقل دون اعتماد إجراءات قانونية واضحة ومقيّدة في الزمن.

ومن بين الممارسات التعسفية التي تحدث عنها البيان إجراء تعيينات على رأس بعض الخطط السامية في وزارة الداخلية لإطارات لها ملفات قضائية جارية وتواجه تهما بالقتل والتعذيب في حق العشرات من المحتجين السلميين إبّان انتفاضة الحوض المنجمي 2008 وأثناء الثورة التونسية في مدينة تالة.

كما أشارت إلى تكريس سياسة التضييق في النفاذ إلى المعلومة وحرمان التونسيين من حقهم في معلومة صحيحة ودقيقة تتعلّق بمسائل مصيرية في هذا الظرف الاستثنائي، على غرار تلك المرتبطة بالإقامة الجبرية ومنع السفر، مما فتح الباب واسعا للإشاعات والأخبار المضللة وانتهاك المعطيات الشخصية وانتشار التحريض والتشويه والتشهير والسحل الإلكتروني.

ولاحظ الموقعون على البيان المشترك من مكونات المجتمع المدني تراجع فضاءات النقاش العام في كل ما يتعلّق بالمسار السياسي الحالي، وعودة الرقابة الذاتية وغياب التعددية في المضامين الإعلامية ما من شأنه أن يحوّل مؤسسات الإعلام إلى جهاز اتصالي يُوظّف للترويج لوجهة نظر واحدة، ونبّهوا من خطورة التحريض وشيطنة الآراء المختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وشدّدت المنظمات الموقعة على أن تشاور تونس وتواصلها مع شركائها الدوليين ضمن الأهداف المشتركة في حماية الحقوق والحريات في كونيتها وشموليتها ودعم البلاد اقتصاديا، لا يجب بأي حال من الأحوال أن يكون مدخلا لضرب السيادة الوطنية ومصادرة القرار الوطني والزّج بتونس في سياسية المحاور.

وهذه جملة منظمات المجتمع المدني الموقعة على البيان المشترك:

  • النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
  • جمعية القضاة التونسيين
  • الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
  • الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
  • المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
  • جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية

Written by: Asma Mouaddeb



0%