Express Radio Le programme encours
وأضاف ونيس “القمة كانت عربية إسلامية لا تدخل فيها للدول الغربية المؤثرة على إسرائيل، وهي محطة ضرورية في تطوير المواجهة من حيث المبدأ، رغم تأخرها ولكن سيكون لها تأثير على المراحل المقبلة”.
وأوضح أن وزير الخارجية انطلق في مشاورات قبل عقد القمة مع الوفود المشاركة، للإطلاع على مواقف الدول، مضيفا “كان هناك إجماع على وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية ووحدة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الاتفاق بشأن المصطلحات والتسميات”.
ولفت إلى أن “ردة الفعل على الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا اختلفت، رغم الاتفاق بشأن القاعدة عبر اعتبار أن الحل الديبلوماسي هو النهائي باعتماد المفاوضات والطرق السياسية عقب وقف إطلاق النار”.
“لم يتم اقرار عقوبات أو تقديم تضحيات”
وبيّن أن موقف القمة مشابه لموقف وزراء الخارجية العرب في 11 أكتوبر، حيث لم يتم الاتفاق على تسليط عقوبات أو تقديم شيء من التضحيات، وتابع “لا قوة مضادة تظهر في الساحة الإستراتيجية العربية والإسلامية بامكانها التأثير على إيقاف الضربات الحربية الإسرائيلية”.
واعتبر أن “إسرائيل هي السلطة الوحيدة التي تتحكم في ساحة الحرب، دون أن تظهر مجموعة متآلفة ترد وتتحكم في تحديد الإيرادات الإسرائيلية وتصرفاتها، ولا وجود لتهديدات اقتصادية أو ديبلوماسية، حيث أن الإجماع مبدئي وليس عسكريا”.
وشدد على أن “الظهور بالإجماع كان يكون أنجح، حيث أن إصدار تحفظات فيما بين القاعدة العربية الإسلامية يعني غياب طرف ينصب نفسه قوة استراتجيجية أمام تضامن الحلفاء الغربيين مع المعتدي الإسرائيلي”.
الموقف التونسي
ولفت إلى أن “الموقف التونسي ينسجم مع منطق الدول المتضررة وهي فلسطين ولبنان وسوريا مع حلفائهم التي تعتبر أن الحل السياسي لا يكفي ولا بد على العالم العربي والإسلامي القبول ببعض التضحيات لنصرة القضية الفلسطينية غير أن بقية الصف لم يكن منسجما مع هذا الموقف”.
وأضاف “الموقف التونسي كان يسعى للانضمام للإجماع دون الإعلان عن تحفظات لأنها تضعف الموقف”.
وجدد ونيس تأكيده على أن “الساحة خالية من إرادة جماعية وهناك إرادات فردية، وقد أكدت قمة الرياض إنعدام الإرادة الجماعية في الساحة العربية الإسلامية”.
“النظام العالمي الجديد بدأ يتحقق”
وأضاف “النظام العالمي الجديد بدأ يتحقق بتنفيذ إرادات الصف الغربي دون أن يظهر أي قطب مقابل يحد من إراداتهم في فلسطين، وما أظهرته المجموعة العربية هو غياب العزيمة للتصدي بقوة جماعية، حيث لم تقبل بتضحيات في سبيل تحديد التنفيذ الغربي على الساحة” وفق قوله.
ولفت إلى أن “الطرف المقابل يجد قوات فردية قابلة للهزيمة”، مضيفا “هناك اجماع فقط على غايات سياسية، ولا وجود لاستعداد لاتخاذ قرارات تضر العدو أو حلفاءه من جانب الدول العربية والإسلامية”.
واعتبر محدثنا أن “هناك ثمنا لكل حرب سواء للمعتدي أو الضحية، نافيا إمكانية تحول الصراع إلى حرب عالمية ثالثة، حيث لم تظهر مؤشرات لذلك، والعالم العربي الإسلامي معزول في الساحة الاستراتيجية الميدانية التنفيذية ولم يجد حلفاء له”.
وللتذكير فقد تحفظت تونس يوم السبت 11 نوفمبر 2023 على ما ورد من قرارات في البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية المنعقدة بالرياض والتي خصصت لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وآخر التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت وزارة الخارجية في بلاغ لها أن تونس “تحفظت على ما ورد في قرار القمة عدى ثلاثة عناصر”، قالت الوزارة إنها “تستوجب من القمّة التركيز الحصري”،
وهي أولا الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الغاشم وثانيا العمل على إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة والكافية للشعب الفلسطيني فورا وثالثا رفع الحصار المفروض عليه في قطاع غزة وفي كل فلسطين.
Written by: waed