Express Radio Le programme encours
وأشار يوسف الشريف لدى حضوره في برنامج اكسبرسو، إلى أن الأحزاب السياسية تعاني دائما من أزمة ولكن يقع التخلي عنها ثم العودة إليها عبر التاريخ، ويمكن أن تظهر تنظيمات لا تسمي نفسها كأحزاب سياسية ولكنها تنشط سياسيا مثلها مثل الأحزاب.
وقال إن التجربة التونسية قامت قبل الاستقلال وبعده على وجود حزب الدولة الحزب الواحد القوي “الحزب الدستوري” ثم “حزب التجمع”، وحتى مع إعطاء تراخيص لأحزاب أخرى لتنشط بقي وجودها ضعيفا وشبه معدوم، وأضاف أن الأحزاب السياسية بدأت في 2011، وتم منح أكثر من 200 حزب رخصة لممارسة نشاطها.
وأوضح أن 3 أسباب رئيسية منعت الأحزاب السياسية من التجذّر في المجتمع التونسي، وهي أسباب هيكلية ومشاكل أخرى تتعلق بالثورة المضادة، ومشاكل تتعلق بكيفية تسيير الأحزاب، إضافة إلى غياب الإيديولوجيا.
وأضاف أن إسناد الرخص لأكثر من 200 حزب يمكن أن يكون قد تسبب في إلحاق ضرر بالأحزاب، وأكد أن هذا العدد الكبير من الأحزاب تسبب في تشتيت الأصوات، وتشتيت تركيز المواطنين عموما، واعتبر أن أغلب الأحزاب في تونس هي أحزاب وسطية وديمقراطية واشتراكية تقريبا، وحتى الأحزاب التي كان لها توجه ايديولوجي واضح تخلت عنه.
كما أشار الباحث في العلاقات الدولية إلى أن شخصنة الأحزاب تفرز تآكل الأحزاب بسرعة واضمحلالها حال تآكل صورة رئيس الحزب، كما أشار إلى أن عدم التداول على رئاسة الأحزاب، يجعل من الصعب اندماجها فيما بعد.
وقال يوسف الشريف “نحن في قلب أزمة الأحزاب” واعتبر أن اعتماد المنوال الأمريكي القائم على حزبين رئيسيين كان من الممكن أن يساعد الديمقراطية التونسية على التحسن والتماسك ولكن ذلك لم ينجح وبقينا في تشتت الأحزاب والأصوات.
وأضاف “اليوم نسمع كلاما كثيرا حول بناء ديمقراطية دون أحزب، هذا لم يسبق وأن حدث في العالم، ولا يمكن بناء ديمقراطية دون أحزاب سياسية”، مضيفا “الكذبة التي كذبناها هو أنه لم نكن نعش في ديمقراطية طيلة السنوات الفارطة، ولكن الحقيقة هي أننا كنا نعيش في جو ديمقراطي ولكن دون أحزاب مهيكلة وقوية”.
وأشار ضيف برنامج اكسبرسو إلى غياب الأحزاب السياسية في تونس اليوم وهو ما يمثل خطرا كبيرا على مستقبل السياسة في تونس لأن غياب الأحزاب وعزوف المواطنين على الشأن العام، يحيل إلى خروج المجتمع من الشأن السياسي العام ويجعل من الديمقراطية هشة، ويمثل خطرا على مستقبل تونس كدولة ديمقراطية”، وأضاف “إذا لم يتم بناء مجموعات مختلفة تنشط في الشأن العام في تونس فالديمقراطية هي قوس وأغلق تماما”.
وأضاف أن أسهل حل هو تجمع عدد من الأحزاب تحت هيكل سياسي واحد أكثر ما يمكن، وتوحيد الآراء والقرارات، إضافة إلى ضرورة تشريك الشباب.
Written by: Asma Mouaddeb