Express Radio Le programme encours
وأضاف غازي بن أحمد لدى مداخلته في برنامج إيكوماغ أن “الحديث الذي تم تداوله في الفترة الأخيرة حول عدم حاجة تونس للاتحاد الأوروبي، والتوجه عوضا عن ذلك نحو روسيا، هو حديث خطير، لأن السيادة الوطنية ليست مطلقة ولها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بسبب ترابط الاقتصادات على غرار ما يحدث بين الولايات المتحدة والصين”.
وتابع قائلا “إلا إذا كان التوجه هو نحو عزل تونس تماما عن بقية دول العالم لتصبح دولة هشة على غرار كوريا الشمالية”.
واعتبر أن رفض زيارة وفد البرلمان الأوروبي إلى تونس من 14 إلى 16 سبتمبر الجاري، هو خطأ كبير، مضيفا “لا أرى الداعي لتخوف تونس كدولة ذات سيادة من زيارة وفد برلماني أوروبي لفهم الوضع السياسي الحالي في البلاد ودعم الحوار الوطني الشامل بعد الانتخابات وتقييم مذكرة التفاهم الممضاة بين تونس والاتحاد الأوروبي في جويلية الماضي، وقال إن “هذا القرار مؤسف للغاية ولن يمرّ دون عواقب”.
وبين أن هذا الحادث الديبلوماسي سيزيد تعقيد العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي بشكل كبير، خاصة وأن رفض زيارة الوفد البرلماني الأوروبي يأتي في وقت تثير فيه المذكرة الممضاة مع تونس جدلا كبيرا خاصة لدى السلطات الأوروبية.
وأشار غازي بن أحمد إلى أن تونس تنتظر دعما ماليا من الجانب الأوروبي ومن صندوق النقد، إلا أن رفض هذه الزيارة سيزيد من عزلة تونس وسيصعّب المأمورية.
وبيّن ضيف برنامج ايكوماغ، أن الهدف غير المعلن من المذكرة الممضاة بين تونس والاتحاد الأوروبي هو أن تلعب تونس دور حارس الحدود الأوروبية وتمنع وصول موجات الهجرة غير النظامية إلى سواحل أوروبا.
ويشار إلى أن السلطات التونسية رفضت السماح لوفد من البرلمان الأوروبي دخول أراضيها كان من المقرر أن يتجه للعاصمة تونس في مهمة “لفهم الوضع السياسي الحالي بشكل أفضل” وتقييمه بعد توقيع الاتحاد الأوروبي وتونس قبل شهرين اتفاق يهدف إلى الحد من تدفقات المهاجرين، وفي رسالة موجهة إلى هؤلاء النواب، وهم أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية، اكتفت السلطات التونسية بإبلاغ بأنه “لن يسمح لهم بدخول الأراضي الوطنية” وفق ما أوردته الوكالة الفرنسية للأنباء.
ومن جهته أدان وفد لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي قرار السلطات التونسية رفض دخوله بعدما كان مقررا أن يزور البلاد بداية من اليوم الخميس، معتبرا أنّه سلوك غير مسبوق منذ الثورة -وفق تعبيره- وطالب بتقديم تفسيرات مفصلة بخصوص هذا القرار.
وشدّد أعضاء الوفد في بيان لهم على أهمية الحوار، مذكرين بأنّ البرلمان الأوروبي يدعم باستمرار برنامج التعاون الشامل مع تونس، وما يتضمنه من تعزيز للديمقراطية، إضافة إلى الدعم المالي على النحو المتفق عليه باتفاق الشراكة بين الطرفين.
كما أعرب أعضاء الوفد عن قناعتهم بأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في تونس -الذي وصفوه بالكارثي وأنه تفاقم بسبب الأزمة الإنسانية- يتطلب بشكل عاجل حوارا وطنيا شاملا تظل بدونه آفاق الوضع السياسي والاقتصادي المستقر في تونس غير مؤكدة، على حد وصف البيان الأوروبي.
وكانت هذه الزيارة بمثابة متابعة لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إلى تونس في أفريل من سنة 2022 عندما كان البرلمان يشعر “بالقلق” بشأن التراجع السياسي في تونس في ما يتعلق بالمعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان، بحسب البيان.
Written by: Asma Mouaddeb
البرلمان الأوروبي الديبلوماسية التونسية السلطات التونسية تونس والاتحاد الأوروبي