نحو عرض مشروع تبروة على مجلس وزاري وعملية البحث عن مستثمر جارية

سيقع عرض ملف مشروع تبرورة بصفاقس على أنظار مجلس وزاري خلال الفترة القادمة، وفق ما أفادت به وزيرة التجهيز والإسكان، سارّة الزنزري، على هامش زيارة عمل أدتها اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2022، إلى ولاية صفاقس.

وأوضحت الزنزري أن جلسات عمل متتالية يجري عقدها حاليا مع المجمع الكيميائي التونسي لتسوية إشكال عقاري متعلق بعقارين على ملك المجمع موجودين في منطقة المشروع مؤكدة أن مساعي جارية لإيجاد مستثمر يقوم بتنفيذ المشروع.

وأوضحت بأن إدراج المشروع ضمن قائمة المشاريع، التّي تمّ عرضها للمستثمرين، في قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا تيكاد 8، نهاية شهر أوت 2022، إلى جانب مشروع تهيئة سبخة بن غياضة في المهدية، يعكس “اهتمام الحكومة بهذه المشاريع المزمع تنفيذها في إطار الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص”.

واعتبرت أن عدم إدراج مشروع “تبرورة” ضمن مثال التهيئة العمراني لبلدية صفاقس بغاية إفراد المشروع بمثال تفصيلي يُترك المجال فيه أمام المستثمر ليقدم من خلاله تصورا شاملا لقطب عمراني متكامل يشمل مكوّنات عمرانية وسياحية وترفيهية وخدماتية دون حصره في مثال تهيئة.

وعن سؤال يتعلق بالصيغة والتصور، الذّي سيكون عليه القسط الثالث من مشروع المدخل الشمالي الجنوبي لمدينة صفاقس في ظل اختلاف في وجهات النظر مع المجتمع المدني الرافض لإنجاز طريق ذي سبيلين ومنشأة فنية على مستوى شط القراقنة بسبب ما يعتبرونه حجب الرؤية عن البحر وفصل المدينة عن واجهتها البحرية، أفادت وزيرة التجهيز والإسكان أن عديد جلسات العمل تعقد في هذه الفترة في هذا الصدد آخرها جلسة مع والي صفاقس على أن تتبع هذه المساعي في الفترة المقبلة بجلسات على مستوى وزاري مع وزارتي النقل والمالية لاتخاذ القرارات اللازمة، التي تمكن من استكمال المشروع في أقرب الآجال.

ويذكر أن المجتمع المدني في صفاقس يطالب بإنجاز ممر تحت أرضي يضمن تيسير العبور من الضفة الشمالية إلى الضفة الجنوبية لصفاقس الكبرى دون أن يشكل هذا القسط من الطريق حاجزا بين المدينة وبحرها ومينائها وشط القراقنة وحتى يكون له إضافة لمدينة صفاقس ويمكن من تهيئة واستغلال شط القراقنة ضمن رؤية شاملة تتضمن هيكلة للفضاء العمراني وربطا للأقطاب الساحلية سيدي منصور و”تبرورة” وطينة ببعضها البعض.

ومن جهته أكّد والي صفاقس، فاخر الفخفاخ، أن جلسة عمل مع وزير النقل مبرمجة في الفترة القليلة القادمة ستحسم مآل القسط الثالث من هذا المشروع الهام، التّي فاقت الاعتمادات المخصّصة له 133 مليون دينار.

كما أكد الفخفاخ الاتفاق مع وزيرة التجهيز والإسكان على إعادة تهيئة مسلك الخروج من الطريق السيّارة للقادمين من تونس نحو مدينة صفاقس على مستوى سيدي صالح وفق المواصفات الفنية المطلوبة. الجدير بالذكر أن هذه الطريق تعد نقطة سوداء حيث سجل وقوع عديد الحوادث.

وأعطت وزيرة التجهيزن بالمناسبة، إشارة إنطلاق إستغلال الممرّ العلوي لطريق منزل شاكر ضمن القسط الثاني من مشروع إحداث ممرّات علوية على تقاطعات القاصة الحزامية عدد 4 المعروفة ب”حزام بورقيبة” أمام حركة الجولان.

وتعطّل تنفيذ القسط الثاني من المشروع مقارنة بالقسطين الأوّل والثالث نتيجة تأخر أشغال تحويل قناة مياه الشرب على مستوى هذه الطريق.

كما اطلعت على تقدم أشغال القسط الرابع والمتعلقة بالممر العلوي والمفترق الدائري لطريق المهدية، التي تشهدا تقدما بطيئا، جرّاء تعطيلات ناتجة عن تواصل الإجراءات الإدارية والقضائية لتسوية الوضعية العقارية لعشرة مساكن موجودة في حوزة المنشأة والتعويض لأصحابها وفق ما بيّنه المدير الجهوي للتجهيز، الذّي أكد أن المساعي متواصلة بالتنسيق مع السلط المحلية والجهوية والبلدية للتسريع في نسق الإجراءات.

وقالت الوزير في تصريح إعلامي يتعلق بتواتر حالات تعطل المشاريع بسبب الصعوبات العقارية إن التوجه الجديد للوزارة بالنسبة للمشاريع المستقبلية يقضي بعدم الشروع في إنجاز أي مشروع قبل الانتهاء من تحرير حوزته العقارية من الملكية الخاصة ومن شبكات المستلزمين (الماء والكهرباء والتطهير والاتصالات) واستكمال كل إجراءات التسوية حتى لا تطول فترة الحظائر أكثر من اللّازم.

وتفوق النسبة العامّة لتقدم أشغال مشروع الممرّات العلوية على تقاطعات القاصّة الحزامية عدد 4 المعروفة ب”حزام بورقيبة”، الذي بلغت الاعتمادات المخصصة له 173 مليون دينار، 95 بالمائة وذلك بعد دخول الممرّات العلويّة والمفترقات الدائرية لكل من طريق تنيور وطريق القائد امحمد وطريق قرمدة وطريق الأفران وطريق العين وطريق المطار وطريق منزل شاكر حيز الإستغلال تباعا في الأسابيع الماضية.

وتتمثل مكوّنات المشروع المموّل في إطار ميزانية الدولة وقرض من البنك الأوروبي للاستثمار والهادف إلى معالجة الاختناق المروري في مدينة صفاقس في إنجاز ممرّات علويّة (قناطر) وتهيئة مفترقات دائريّة تحتها بالنسبة لتقاطعات الطريق الحزامية مع الطرقات الشعاعيّة المعنية بالمشروع وإنجاز شبكة تصريف مياه أمطار وتركيز شبكة تنوير عمومي وتركيز علامات سلامة وإشارات مرورية.

وختمت وزير التجهيز والإسكان زيارتها إلى صفاقس بتفقد حظيرة إتمام أشغال مضاعفة الطريق الوطنية رقم 1 بين نقطة والمحرس ومعاينة أشغال المدخل الشمالي الجنوبي لمدينة صفاقس في مستوى القسط عدد 2 من شارع الهادي خفشة غلى طينة على طول 14 كلم وبكلفة تقدر ب67 مليون دينار.

*وات