عبد القادر بودريقة: “اللجوء إلى القرض الرقاعي الوطني سيطرح بشدة إشكال الثقة”

أكد عبد القادر بودريقة رئيس حلقة الماليين أن القرض الرقاعي الوطني تم اللجوء إليه هذه السنة 2021 للمرة الخامسة على التوالي في تاريخ تونس، وهي آلية استثنائية يتم اعتمادها خاصة في فترات الأزمات التي تعيشها المالية العمومية حيث تم اللجوء إليه 3 مرات خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.

واعتبر عبد القادر بودريقة خلال مداخلته اليوم الخميس 10 جوان 2021 في برنامج إيكوماغ أن تمويل ميزانية الدولة عن طريق التداين الداخلي كان منذ مدة منظما عبر إصدار السندات الرقاعية، حيث تقوم الدولة دوريا بإطلاق سندات رقاعية، وتم تحديد نسبة استعمالها منذ سنة 2018 من طرف البنك المركزي التونسي بـ 40 بالمائة.

وأضاف بودريقة أن تحديد نسبة اعتماد هذه السندات الرقاعية دفع الدولة إلى اعتماد التداين المباشر من البنوك الخاصة بالعملة الصعبة وكذلك اسناد قرض رقاعي وطني بمشاركة مختلف الفاعلين الاقتصاديين والبنوك والمؤسسات.

وأوضح بودريقة أن القرض الرقاعي الوطني يتميز بشروط ميسرة من حيث نسب الفائدة، وأضاف أنه يتميز أيضا بجانب للتآزر الوطني والتضامن، ولكن اللجوء المتكرر إلى القرض الرقاعي الوطني يفرغه من معانيه وقيمته.

وأشار رئيس حلقة الماليين إلى أن الوضعية صعبة وحرجة جدا وتدفع الحكومة إلى هذا التوجه نحو القرض الرقاعي الوطني.

وأكد ضيف برنامج إيكوماغ أن مستوى الثقة في كيفية تصرف الدولة في الأموال التي يقع المساهمة بها من طرف الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات والأشخاص الطبيعيين والمعنويين في هذا القرض الرقاعي، له أهمية كبيرة في إنجاح المساهمات المالية التي تكون بوازع وطني.

واعتبر بودريقة أن هذا القرض الرقاعي الوطني سيطرح بشدة إشكال الثقة وسيكشف غياب الإقبال على الاستثمار بسبب ضبابية المستقبل.

اقرأ أيضا: جلّول صغاري: “كان يمكن إنقاذ المالية العمومية بمقاومة التهريب والاحتكار عوض رفع الدعم”